تجاوبت واشنطن مباشرة مع الاحتجاج الجزائري على إدراج المواطنين الجزائريين، فبعد المبادرة الأولى التي قامت بها كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية هيلاري كلينتون بالاتصال المباشر مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي من أجل الاستماع لتوضيحات الجانب الجزائري وصلت أمس الأول إلى الجزائر مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جانيت سندرسون حيث أجرت محادثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية عبد القادر مساهل، حيث نقلت مصادر من الخارجية الجزائرية أن واشنطن يمكن أن تعيد النظر في قرارها من جديد فيما يخص إدراج الجزائر في قائمة 14 دولة معنيّ مسافروها بالتفتيش الدقيق والتمييزي. وكانت جانيت أندرسون والتي تشغل منصب مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط والتي شغلت أيضا سفير مفوض فوق العادة لواشنطن في الجزائر بين سنوات 2000 و2003 قد وصلت مساء أمس الأول، بعد أسبوع فقط من اللقاء الذي جمعها في واشنطن مع السفير الجزائري في الولاياتالمتحدةالأمريكية عبد الله باعلي، والذي أعاد على مسامع المسؤولة الأمريكية استياء الحكومة وعلى رأسها الخارجية الجزائرية من الإجراءات التي تبنتها واشنطن في المطارات الأمريكية على المواطنين القادمين من دول من بينها الجزائر. وحتى وإن تبنت مصادر أمريكية، أن زيارة جانيت أندرسون تندرج ضمن مساعي الإدارة الأمريكية من أجل تقديم إيضحات لهذه الدول بأن الإجراء يهدف إلى حماية أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن مصادر أخرى أكدت أن واشنطن يمكن أن تغير موقفها في هذه المسألة لاسيما مع دول لها مصالح كبيرة مثل المملكة العربية السعودية والجزائر أول وثاني شريكين لواشنطن في العالم العربي وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث تبلغ التبادلات بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية أزيد من 20 مليار دولار، وهو ما بدا من خلال تصريحات المعنية لوسائل الإعلام حين قالت بالحرف الواحد ''أعتقد أنه سيراجع إدراج الجزائر في القائمة''.