مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جانيت سندرسون أكدت مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جانيت سندرسون أمس بالجزائر أن الإدارة الأمريكية تعتزم "إدخال بعض التغييرات" في القائمة الأمريكية للبلدان التي سيتعرض رعاياها لإجراءات مراقبة خاصة من أو إلى نقاط الدخول الجوية الأمريكية والتي تضمنت الرعايا الجزائريين من بين قائمة ضمت 14 دولة. * وقالت سندرسون في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي أجرتها مع الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن ملف إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول المصدرة للإٍرهاب يندرج ضمن "سياسة في طريق المراجعة"، مبدية اعتقادا راسخا أنه "ستكون هناك تغييرات ضمن هذه القائمة ومراجعة الإجراء بالنسبة لدول معينة"، مشيرة في سياق حديثها إلى أن الجزائر التي "شهدت عشرية سوداء" خلال التسعينات " عملت الكثير" من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب. * وفي تطرقها إلى العلاقات الثنائية، قالت ضيفة الجزائر أن هذه الأخيرة والولاياتالمتحدة تربطهما "علاقات جيدة بنيت معا"، مضيفة أنه على الرغم من اختلاف المواقف بين البلدين بخصوص بعض المسائل أحيانا "فإنها ليست خلافات في العمق لأننا كما قالت نتقاسم نفس الهدف وهو حماية بلدينا و شعبينا" . * وصرحت مساعدة نائب كاتبة الدولة الأمريكية في سياق مغاير أنها أجرت "محادثات جيدة" مع مساهل تم خلالها التطرق إلى التعاون الثنائي ووسائل تعزيزه "أكثر فأكثر" بالإضافة إلى التشاور "الجيد" بين البلدين، وأعربت سندرسون عن "ارتياحها للتغيرات الكبيرة" التي سجلتها الجزائر وتمكنت من تحقيقها ميدانيا. * من جهته، أوضح مساهل أن مكافحة الإرهاب احتلت "جزء كبيرا" من محادثاته مع المسؤولة الأمريكية، مذكرا بالجهود التي بذلتها الجزائر للقضاء على هذه الآفة، وبخصوص إجراءات المراقبة التي اتخذتها السلطات الأمريكية في حق الرعايا الجزائريين قال الوزير أن "الجزائر تفاجأت بوجودها في قائمة البلدان التي ستخضع اكثر من غيرها لمراقبة مشددة" . * وضمن هذا السياق، أكد مساهل أن الجزائر تلقت ضمانات من الطرف الأمريكي سواء خلال الاتصال الهاتفي بين وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بنظيرته كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون أو خلال حديثه مع سندرسون. * وأضاف قائلا: "لقد تطرقنا أيضا إلى مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك وإلى ملف تعزيز العلاقات بين البلدين"، مذكرا بأن الولاياتالمتحدة تعتبر من الشركاء الأوائل للجزائر و"لدينا معها الكثير من الأمور المشتركة"، مضيفا أيضا أن الولاياتالمتحدة هي شريك "نتشاور معه حول المسائل ذات الاهتمام المشترك سيما البناء المغاربي والوضع في الساحل" حتى وإن "كانت هناك مسائل لا تتطابق مواقفنا بشأنها". * وكان قرار الإدارة الأمريكية إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول المعنية بإخضاع رعاياها للمراقبة الدقيقة، قد أثار الكثير من الامتعاض لدى السلطات الجزائرية التي لم تقف مكتوفة الأيدي منذ إعلان القرار بل حركت دبلوماسيتها من خلال سفير الجزائر في واشنطن، عبد الله بعلي الذي تكفل بإخطار الإدارة الأمريكية بامتعاض السلطات الجزائرية، قبل أن تصعد الجزائر من اللهجة ويقدم وزير الخارجية مراد مدلسي على استدعاء السفير الأمريكي بالجزائر ديفيد بيرس وإخطاره احتجاج الجزائر بصفة رسمية، هذا الضغط الدبلوماسي المزدوج جعل كاتبة الدولة الأمريكية تحادث نظيره الجزائري مراد مدلسي هاتفيا، وهي المكالمة التي قال مساهل أنها احتوت تطمينات أمريكية لمراجعة القرار بشأن الجزائر.