لأن التاريخ مدرسة الأجيال يتعلم فيه الأحياء ما ينفعهم فيعلمونه، وما يضرهم فيجتنبونه، وبذلك لا تستطيع أية امة أن تنهض نهضة صحيحة إلا إذا فهمت ماضيها أحسن فهم، واتخذت منه في حاضرها جسرا إلى المستقبل. هذا ما اختاره الأستاذ الزبير بن رحال لانطلاق سلسلته ''من أعلام الجزائر'' الصادرة مؤخرا عن دار الهدى للنشر والتوزيع ليقدم من خلالها نماذج ملخصة وصورا حية لبعض مآثر الأمجاد من الآباء والأجداد وما بذلوه من غال ونفيس من أجل الدين واللغة والوطن لتكون نبراسا للجيل الصاعد ينير لهم معالم حاضرهم ومستقبلهم. تطرقت السلسة بالدراسة الموجزة للعلامة ''عبد الحميد بن باديس'' تحت عنوان ''الإمام عبد الحميد بن باديس رائد النهضة العلمية والفكرية 1889-1940م''. والذي يعتبر رائد الحركة الوطنية، ورافع راية العلم الصحيح، حيث ركزت على جهوده في إحياء المقومات الشخصية الجزائرية وتكوين جيل مزود بتربية عربية إسلامية أساسها القرآن، وتحرير الفكر الإسلامي من الجمود الذي يخيم على عقول المسلمين، وتطهير الدين الحنيف من البدع والخرافات التي علقت به. وضمن بن رحال كتابه هذا ثمانية مباحث عبر 173 صفحة من الحجم المتوسط، تناول خلالها بن رحال مولد ابن باديس ونسبه، تحصيله العلم وعوامل تكوين شخصيته، نشاط الشيخ بن باديس العلمي والتربوي وكذا النشاط الصحافي، مع تقديم دراسة ملخصة حول جمعية العلماء المسلمين. وتذكر السلسلة ببعض أقوال الإمام الخالدة والمواقف الجليلة للشيخ بن باديس لتختتم بوفاة الإمام عبد الحميد بن باديس.