بلغة عالية متمكنة من نظامها العربي النحوي والصرفي يقدم الشاعر العراقي (علي محمد شريف) ديوانه (حطاب الكلمات) على نظام قصيدة التفعيلة، وضمن نسق فني عالي، حيث الوطن (العراق) يتناغم مع الوجدان الذاتي منتجاً الحزن والغربة والشعور بالوحشة والقلق، لكن هذا كله لا يمنع التفاؤل، فهذه الأمة المنكوبة بالغزو منذ المغول وحتى الأمريكان، هذه الأمة قادرة على القيام الدائم، ما دام فيها من هو قادر على الحب والتواصل الإنساني، فالمرأة هي العراق وشغف الشاعر بالمرأة، وبحثه الدائم عنها هو شغفه بالعراق وبحثه الدائم عنه، لكن المرأة قد تذهب وتختفي، أما العراق فسيبقى دائماً، ولن يكون لأحد إلا لأهله وأصحابه. المجموعة مؤلفة من 321 صفحة من القطع المتوسط، يقدم الشاعر فيها مجموعة من المشاهد المتلاحقة في نصوص تميل إلى الطول أحياناً وتمتلئ بالإحالات ورغم كثرة الرموز التاريخية، إلا أن لغة الشاعر ظلت منحازة إلى الرشاقة والعذرية والإيحاء.