أعلن وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية، مصطفى بن بادة، عن مشروع لإنشاء الميثاق العربي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من اجل تقوية الشراكة المتعددة الأشكال بين مختلف الأقطار العربية لنقل الخبرات والتجارب العربية الناجحة في هذا المجال. وأوضح الوزير أمس على هامش افتتاح الملتقى العربي الخامس للصناعات الصغيرة والمتوسطة بفندق الهيلتون، أن الميثاق يتضمن الإعلان عن مبادئ تخص الدول العربية من خلال إيجاد إطار تشريعي مشترك ينظم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، في إطار الإستراتيجية العربية لتمنية القطاع. وخلال مداخلته، ذكر الوزير أن الجزائر كانت قد تقدمت بمشرع أرضية العمل العربية المشتركة في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة خلال المؤتمر الرابع المنعقد بصنعاء سنة ,2007 معبرا عن أمله أن ترتقي هذه الأرضية إلى ميثاق عربي بعد مناقشته بالتحليل خلال الملتقى الحالي ويحظى بالاعتماد المبدئي من طرف المشاركين. كما أشار بن بادة إلى أن التشريعات التي سيحددها الميثاق سوف تترجم إلى آليات لتطوير مشاريع الصناعات الصغيرة والمتوسطة كوضع صناديق للتمويل ومختلف الهيئات التنفيذية، يتم من خلالها إعداد تقارير دورية مشتركة كما سيتم طرح التجارب القطرية وتقييمها حسب طبيعة كل بلد. وفي هذا الإطار، أكد بن بادة على أهمية تعاضد البلدان العربية ذات الاهتمام المشترك لكسب رهان تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل التكتلات الاقتصادية الدولية، لان انفتاح الدول العربية على بعضها البعض يعد الطريق الأنسب لحماية مصالحها الاقتصادية. وفي تطرقه إلى شعار الملتقى تحت عنوان ''نحو تعزيز قدرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة على الإبداع والابتكار''، اقترح الوزير التفكير في إنشاء مرصد عربي للابتكار والإبداع في الصناعات العربية، في ظل النقص الموجود في مجال الإحصاء الخاص بالبيانات اللازمة في عملية تقييم نشاط الابتكار في اقتصاديات الدول العربية من اجل رسم السياسات والخطط الضرورية والمناسبة لتنمية القطاع وتطويره. من جهته، أفاد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، محمد بن يوسف، أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي تشكل 90 بالمئة من عدد المشاريع الصناعية، وتشغل حوالي 30 بالمئة من العمالة وتساهم بحوالي 30 بالمئة من الناتج المحلي. وأشار ذات المسؤول إلى أن الدول العربية تمتلك الكثير من المقومات والإمكانيات لبناء صناعات صغيرة ومتوسطة متطورة، إلا أن المشكل يتمثل في كيفية إدارة وتوظيف هذه المقومات بالشكل الأمثل.