لا يوجد ما هو أصعب من أن يحاول الإنسان التعبير عن أحاسيسه و أن يحاول نقلها بصدق و عفوية و دون تصنع أو تزلف. و تزداد هذه المهمة صعوبة حينما يتعلق الأمر بتجربة تشكل جزء مهما في حياتنا . ولكن بسرور كبير أخط هذه الكلمات بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيس جريدة الحوار الغراء ، لأسمح لنفسي بالتعبير عما يخالجها من مشاعر وأحاسيس ولكن هذه المرة لأتقاسمها مع القراء العزاء . تجربتي في الحوار جزء مهم من حياتي وفيها عشت مع إخوة حاولوا قدر الإمكان تقديم أحلى ما عندهم , ودائماً سعوا إلى الجديد والمفيد , وجعلوا للحوار رونقا خاصا يعطي كل قارئ أرق وأغلى الأشياء، من معلومات مفيدة ، وباقات متنوعة من أخبار وآراء وأفكار ... الحوار حاولت على الدوام أن تنقل القارئ في رحلة ممتعة إلى عالم المثقفين والأدباء والشعراء لتتحول إلى شاهد على حاضر الجزائر الثقافية بأحلامها و بإنكساراتها وانتصاراتها وأحلامها الكبرى التي لا تزال لم تتحقق.. وفي الحوار تتعرف على المجتمع الجزائري و تستكشف تفاصيله و تتلمس همومه و تقرأ من خلالها حياته و أحلامه و صرخاته المكبوتة و نجاحاته و إخفاقاته، وفي الحوار أيضا نقترب الى قضايانا العربية وهمومها والتي أصبح السواد يغلفها أكثر من أي وقت مضى الحوار باختصار .. علمتنا أن لا نيأس إذا تعثرت أقدامنا ، وإذا سقطنا فسوف ننتفض ونكون أكثر تماسكا وقوة. الحوار أيضا علمتنا ..ألا نحاول البحث عن حلم خذلنا ، ونحاول أن نجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد. الحوار علمتنا دائما ...ألا ننظر إلى الأوراق التي تغير لونها، وبهتت حروفها ، وتاهت سطورها بين الألم و الوحشة ، لأننا سنكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت، وهذه الأوراق ليست آخر ما سطرت.. تجربة الحوار على الدوام ، جعلتنا نعرف كيف ننتظر قدوم الربيع ونفتح نوافذنا لنسمات الهواء النقي، إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتنا، وحاصرتنا تلال الجليد من كل مكان، لنصنع عمرا جديدا وحلما جديدا ..