تعمل جمعية ''حاميم ''للنساء الكفيفات من أجل إيصال كلمة النساء الكفيفات ونشاطاتهن المتميزة إلى فئة كبيرة من المجتمع تجهل نسبة منهم قدرة الكفيفات على القيام بأعمال مميزة بنفس الطريقة التي تعمل بها المرأة السليمة دون أدنى عقدة ولا إشكال وهو ما بينته السيدة بوزيد حليمة رئيسة الجمعية التي أكدت أن الجمعية أنشئت لسد حاجيات المرأة الكفيفة والاهتمام بانشغالاتها المتعددة. تأسست جمعية ''حاميم'' للنساء الكفيفات على يد السيد بوزيد حليمة سنة 1995 في بلدية الكاليتوس بالجزائر العاصمة لجمع أكبر قدر ممكن من النساء الكفيفات وضمهن إلى الجمعية في محاولة منها لإخراجهن من العزلة التي فرضها المجتمع على الكثيرات منهن بسبب عدم قدرتهن على الإبصار والاستهانة من قدراتهن بسبب فقدانهن لهذه الحاسة الرئيسية في جسم الإنسان وبما أن الإرادة الصادقة لا يمكن لأحد أن يوقفها تمكنت السيدة بوزيد حليمة من رفع التحدي وتأسيس هذا الفضاء المميز الذي جمع بين طياته مجموعة كبيرة من الفتيات الكفيفات اللاتي بدأن في تعلم حرف متميزة ونشاطات تقليدية مختلفة كانت في السابق حكرا على الفتيات السليمات فقط إلا أن الجمعية وبجهودها الفردية استطاعت أن تكون منبرا وملاذا للكثير من الفتيات لفك العزلة عن حياتهن الاجتماعية والاندماج في المجتمع بصورة طبيعية على اعتبار أنهن غير معاقات وبإمكانهن فعل الكثير إذا توفرت لديهم بعض الشروط، وفي هذا الخصوص تؤكد السيدة'' بوزيد حليمة'' أن الجمعية و رغم إمكانياتها البسيطة تفتح المجال أمام النساء الكفيفات من بلدية الكاليتوس والبلديات المجاورة لها للالتحاق بالجمعية دون شرط يذكر المهم أن تكون على استعداد للعمل مع الناشطات في الجمعية وتبادل الأفكار والخبرات معهن لتحسين مستواهن الثقافي والتعليمي بما أن العديد منهن متحصلات على شهادات عليا . ورشات الحرف التقليدية تلقى إقبالا كبيرا تقوم جمعية ''حاميم'' للنساء الكفيفات حسب رئيستها السيدة ''بوزيد حليمة '' بمجموعة من النشاطات التي تعين المرأة الكفيفة على القيام بأعمالها اليومية كما تتوفر الجمعية على مجموعة من الورشات اليدوية التي تمكن المرأة الكفيفة من تعلم نشاطات وحرف تقليدية ويدوية مختلفة كالطرز على القماش والخياطة بالإضافة إلى الرسم على الحرير وحياكة الملابس الصوفية وقد فتحت الجمعية حسب مطالب ورغبة النساء الكفيفات ورشة لتعليم صناعة الحلويات التقليدية والكسكسى والطبخ بصفة عامة بالإضافة إلى فتح ورشة لتعليم الإعلام الآلي ولم تنسى السيدة حليمة بوزيد والقائمين على تسيير الجمعية الاهتمام بالنشاطات الرياضية والترفيهية مثل تأسي فريق لكرة الجلة بالإضافة إلى تنظيم رحلات استجمامية إلى الشواطئ والمتنزهات والحمامات التقليدية وبالإضافة إلى كل هذه النشاطات لم تغفل الجمعية مشكلة محو الأمية في صفوف النساء الكفيفات خاصة الفتيات منهن حيث فتحت الجمعية أقسام لتدرس البراي لفائدة فتيات المنطقة اللاتي لم يتمكن من الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب إعاقتهن البصرية أو انقطاعهن عن الدراسة لذات السبب وقد لقيت فكرة تأسي الجمعية ترحابا واسعا لدى شريحة المكفوفين على اعتبار أن القليل من الجمعيات من تفكر في الالتفات لهذه الشريحة من المجتمع وان وجدت فإنها لا ترقى للتطلعات المرأة الكفيفة ولا تنحل جميع انشغالاته وأما العزلة الاجتماعية التي فرضت عليها وجدت الكثيرات منهن الفرصة في الالتحاق بالجمعية خطوة هامة ومميزة لتحقيق ذاواتهن واستقلاليتهن بعيدا عن مساعدة المجتمع .