كشفت التحليلات الأولية لتسجيلات الصندوقين الأسودين لطائرة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي المنكوبة أن الكارثة الجوية التي أودت بحياة الرئيس وزوجته ورئيس أركان الجيش البولندي وقائد القوات الجوية البولندية، لم تقع لأسباب فنية. وقال المحققون الروس المكلفون بالتحقيق في أسباب سقوط الطائرة إنه من المستبعد ان يكون حدوث أعطال فنية هو السبب وراء وقوع حادث تحطم الطائرة، مؤكدين أن الطائرة الروسية ذات طراز تي يو - 154 كانت في حالة ممتازة، وقال رئيس التحقيق الكسندر باستريكين ''إن الحوارات التي دارت بين الطيار وبرج المراقبة في مطار سمولسينك الذي كانت الطائرة متجهة إليه لم تذكر شيئاً عن وجود عطل فني''، مضيفاً أن دراسة الصندوق الأسود للطائرة أظهرت ان الطيار حاول عدة مرات الهبوط رغم علمه بالظروف الجوية السيئة، ولمح باستريكين، إلى أن قائد الطائرة تلقى بلاغا عن الظروف الجوية الرديئة غير المواتية ولكنه قرر مع ذلك الهبوط في المطار منصاعًا على أغلب الظن للقيادات القيادية في الطائرة. وفي ظن الطيار الكسندر اكيمينكوف، وهو مدرب الطائرات البولندية، إن الرئيس البولندي الذي سعى إلى الظهور في مقبرة كاتين التذكارية في الوقت المقرر، أجبر قائد الطائرة على الهبوط في سمولينسك. وعبر خيبر آخر كان محققا في ما يزيد على 50 حادثا جويا، اشترط عدم كشف اسمه، عن اعتقاده أن قائد الطائرة لم ير بدا من الاستجابة لضغط رئيس الجمهورية أو قائد القوات الجوية، وأضاف الخبير ''أنه لا يستبعد أن يكون أحد ما دخل غرفة قيادة الطائرة ليضغط على طاقم القيادة''، وطار الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي إلى مدينة سمولينسك ليزور مقبرة لضباط الجيش البولندي الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية تقع على مقربة من سمولينسك، وارتطمت طائرته بقمم الأشجار وسط الضباب الكثيف قبل وصولها إلى المطار، وإزاء الضباب الكثيف الذي يُعمي الطائرة اقترح مسئولون في مركز المتابعة الأرضية على قائد الطائرة أن يقود الطائرة إلى الهبوط في مطار قريب كمطار مينسك أو مطار موسكو، بيد أن قائد الطائرة قرر الهبوط في مطار سمولينسك، وقامت الطائرة بأربع محاولات هبوط واصطدمت خلال آخرها بشجرة يبلغ طولها 8 أمتار.