أشرف وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني أول أمس الخميس بمدرسة الشرطة بعين البنيان (الجزائر العاصمة) على حفل تخرج الدفعة السادسة لمفتشات الشرطة. وقد تم تسمية هذه الدفعة --التي تضم 146 متخرجة-- باسم المدير العام للأمن الوطني المرحوم علي تونسي. وفي تصريح للصحافة على هامش حفل التخرج أشار زرهوني إلى أن عصرنة قطاع الأمن يعد ''من أهداف المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية''، موضحا أن التطور ''يجب أن يتماشى مع مستجدات العصر فيما يتعلق بالتقنيات وطرق ومناهج التكوين والعمل''. وأشاد في هذا الصدد بمجهودات المديرية العامة للأمن الوطني في ''توظيف خريجي الجامعات بصفوفها خاصة في التخصصات العلمية''. وأكد الوزير أن المتخرجات اللواتي أنهين تكوينهن ''عازمات على تجسيد دولة القانون ميدانيا''، مشيرا إلى أن ذلك يبرز ''تقدم الجزائر وتوجهها نحو العصرنة''. واستطرد زرهوني بالقول إن ''البعض يتحدث عن كون الأمور ستكون أسهل بعد رحيل جيل الثورة التحريرية''، مضيفا في هذا الصدد أن ''المؤكد هو أن ذلك سيتم بدون تنازلات من حيث الوطنية والرغبة في التطور والعصرنة''. وفي مستهل حفل التخرج قام الوزير بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري بساحة المدرسة ترحما على أرواح الشهداء. كما ألقت مديرة المدرسة عميدة أولى للشرطة فضلى هدبة كلمة بالمناسبة تطرقت من خلالها إلى محتوى التكوين النظري والتطبيقي الذي تلقته المفتشات طيلة 12 شهرا من التكوين. كما أوصت مديرة المدرسة المتخرجات ''بتحمل المسؤولية وحماية المواطنين وممتلكاتهم'' وحثتهن على ''التطبيق الصارم'' للقوانين إلى جانب كسب ثقة المواطن ''بحسن تصرفهن''. وعقب مراسم تقليد الرتب وتوزيع الجوائز على المتفوقات وأداء اليمين وكذا تسليم واستلام العلم الوطني تابع الحضور استعراضات في الرياضات القتالية وأخرى تخص تفكيك وتركيب الأسلحة، إلى جانب حركات في كيفية تنظيم المرور. من جهة أخرى دعا زرهوني الباحثين المستقبليين إلى تكريس أعمالهم أكثر فأكثر إلى الطاقات البديلة استخلافا للطاقات المعتمدة على المحروقات. وقال زرهوني خلال اليوم ال14 للطاقة الذي نظمته المدرسة الوطنية متعددة التقنيات حول موضوع ''الإستراتيجية الطاقوية للعالم الإسلامي: من أجل تنمية مستدامة'' أن ''العالم يسجل وضعية تتسم بندرة الطاقات وخاصة تلك التي تعتمد على المحروقات (البترول والغاز)''. وأضاف قائلا ''أريد أن أدعو الباحثين المستقبليين إلى التفكير وتكريس المزيد من الأبحاث والاستثمارات ليس لمحاولة جرد انعكاسات هذه الندرة التي سيسجلها العالم بما فيه الجزائر وإنما حول البدائل التي قد تواجه هذا الطرح الجديد على الصعيدين العالمي والوطني خاصة''. وأبرز الوزير ضرورة أن تأتي البحوث بحلول لمشاكل ملموسة، مؤكدا أنه من خلال المسعى الضروري لإدخال الطاقات الجديدة ''سيكون هناك تكنولوجيات وصناعات جديدة للاستجابة لحاجيات المجتمع''. وبعد أن ذكر بأن مصدر مداخيل الجزائر هو تصدير المحروقات أساسا سجل الوزير أن البلد يستورد معظم المنتجات بما في ذلك المواد الغذائية. وأضاف ''كل الواردات ممكنة لأن النقل البحري يسمح بذلك وسيستمر على هذه الحال ما دامت الطاقة التي تسير هذه البواخر تبقى بسعر معقول''.