أصدرت محكمة أمن الدولة العليا المصرية حكمها فيما يعرف بقضية حزب الله، وتراوحت الأحكام بين المؤبد والسجن ستة أشهر. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد في حق أربعة و15 عاما في حق ثلاثة من المتهمين وستة أشهر بحق حدث، إضافة إلى عقوبات أخرى تراوحت بين السجن عشرة أعوام وسبعة أعوام وعام واحد، كما قضت بمصادرة المضبوطات وإلزام المحكومين بدفع المصاريف. قالت المحكمة في حيثيات الحكم إن أفعال المتهمين المنتمين لما يسمى بخلية حزب الله لا تتفق ودعم الشعب الفلسطيني لأنه من غير المبرر أن يكون دعم الشعب الفلسطيني باستهداف سفن قناة السويس وتصنيع المتفجرات واستهداف السائحين في شمال وجنوب سيناء. وأضافت أن هذه الأفعال كان هدفها الإضرار بالاقتصاد وإشاعة الفوضى وتكدير الأمن العام للبلاد ومن المستحيل أن يتمكنوا من هذا لأن أمن مصر يحميه جهاز أمن يقظ ورجال أوفياء. وسادت حالة من التذمر بين فريق الدفاع عن المتهمين فور النطق بالحكم، مؤكدين أنهم كانوا يتوقعون عقوبات مشددة ولكن ليس بهذا القدر، مكررين الادعاءات التي انطلقت طوال جلسات المحكمة بأن القضية هي سياسية تحاول مصر من خلالها معاقبة ''حزب الله'' على خطاب أمينه العام حسن نصرالله الذي هاجم فيه مصر أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، مطلع العام ,2009 وتعد الأحكام التي أصدرتها المحكمة اليوم نافذة غير قابلة للطعن بحسب القانون المصري، الا أن من حق ذوي المتهمين تقديم إلتماس إلى رئيس الجمهورية يطالب بتخفيف الحكم عنهم، ويعني قبول الرئيس للالتماس إعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى، اما إذا رفض الالتماس فلا سبيل سوى تنفيذ الأحكام. وشهدت محاكمة الخلية 14 جلسة استغرقت ستة أشهر، ترددت خلالها أنباء عن وجود مباحثات بين حزب الله والقاهرة، من أجل تسوية سياسية للقضية، لكن البعض رجح فشل هذه المباحثات، خاصة أن النيابة العامة طلبت من المحكمة الحكم بالإعدام على المتهمين، وأن المحكمة أهملت عدة طلبات لدفاع المتهمين، خاصة التي تطالب بالتحقيق في تزوير بعض أوراق النيابة، وهو الاتهام الذي إذا ثبتت صحته، أصبحت إجراءات المحاكمة كلها باطلة. ووفقا للتقارير المصرية فقد أدلى المتهمون وهم لبناني وخمسة فلسطينيين وسوداني 18 مصريا في تحقيقات نيابة امن الدولة باعترافات تؤكد قيام قياديين اثنين من حركة حزب الله اللبنانية الشيعية بتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية ضد السفن والأفواج السياحية في عدة مواقع. ووواجه المتهمون الذين جرى اعتقالهم أواخر عام 2008 تهما بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد ''حزب الله'' للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر، وتحديدا ضد السفن والبوارج العابرة لقناة السويس والسياح الأجانب والمنشآت السياحية المصرية وتصنيع وحيازة كميات كبيرة من العبوات المفرقعة والمتفجرات لاستخدامها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام وتنفيذ أعمال إرهابية من شأنها زعزعة الاقتصاد والأمن القومي وتسهيل سفر البعض ممن يعملون لأهداف حزب الله إلى خارج البلاد بطرق مشروعة وغير مشروعة لتلقي التدريبات العسكرية وتدريبات على الرصد والمراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات بمعسكرات الحزب ثم العودة إلى البلاد لتنفيذ أعمال عدائية.