قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن مسودة مشروع القرار الذي ينظر فيها أعضاء مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إيران أقوى مما كان يتوقع، فيما هددت طهران بالانسحاب من الاتفاق الموقع مع تركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووي باليورانيوم عالي التخصيب إذا فرضت عقوبات جديدة عليها. وأضاف غيتس ''حسب تقديري، فإنه إذا أجيز مشروع القرار هذا بصيغته الحالية، فإنه سيكون إلى حد ما أقوى مما كنت أتوقع، مما قد يقنع إيران بتغيير سياستها المتعلقة ببرامجها النووية''. وأشار إلى أن مشروع القرار ينطوي أيضا على جوانب أخرى، حيث يوفر منطلقا قانونيا جديدا يسمح للدول منفردة ومنظمات مثل الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات أكثر تشددا إلى حد كبير، من جانبها تتجاوز إلى حد بعيد ما ينص عليه قرار مجلس الأمن في حد ذاته. من جهته، كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن أن نص قرار العقوبات المطروح في مجلس الأمن ضد إيران ''ليس نهائياً''، وأن ثلاث أو أربع دول في المجلس مترددة إزاءه. وقال كوشنير ''الحدث الذي قدرناه عاليا هو زيارة الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا إلى إيران وتوقيع الاتفاق مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والإيرانيين، وربما هذا يكون بداية حوار؟ ''. وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيرته الدنمركية ليني اسبرسن ''نحن نؤيد الحوار وحاولناه مرات عدة'' مع الجمهورية الإسلامية. وقال ''مشروع العقوبات المقترح قوي وستتم مناقشته مع الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، ويتضمن خاصة ''حظرا على السلاح''، وتوقع كوشنير أن تتم ''مناقشة'' و''تحسين'' النسخة المتداولة اعتباراً من مطلع الشهر المقبل. وناقش مجلس الأمن مشروع قانون جديد ينص على فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. ووجهت البرازيل وتركيا رسالة الى مجلس الأمن لمطالبة أعضائه ال15 بعدم إقرار عقوبات جديدة ، إلا أن مشروع العقوبات يحظى بموافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تملك حق الفيتو. وتعليقا على العقوبات، أعلن النائب الايراني محمد رضا باهونار أن بلاده قد تلغي اتفاقها مع تركيا والبرازيل حول تبادل اليورانيوم إذا اعتمد مجلس الأمن قرارا يفرض مجموعة جديدة من العقوبات الدولية عليها. إلى ذلك، تلقى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اتصالاً من نظيره التركي رجب طيب أردوجان تباحثا خلاله عن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران وتركيا والبرازيل حول تبادل الوقود النووي الإيراني. وأعرب جيلاني عن أمله في أن يمهد الاتفاق الطريق أمام حل الجدل المحيط بالبرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن باكستان لطالما دعت إلى حل المسألة النووية الإيرانية سلمياً من خلال الاعتراف بحق إيران في استخدام التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية فيما تلتزم بموجبات اتفاقية حظر الانتشار النووي. ويقضي هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه هذا الاسبوع بأن ترسل ايران بعضا من اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب إلى الخارج مقابل الحصول على قضبان وقود لمفاعل نووي للبحوث الطبية في طهران ومن المقرر وفقا للاتفاق أن يصل الجزء الأول من اليورانيوم إلى تركيا خلال شهر.