تحصي مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، خلال هذه الصائفة أزيد من 40 حالة يوميا، بنسبة تجاوزت الضعف مقارنة بالأيام العادية، الأمر الذي يرجعه الأطباء إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة التي تجاوزت 42 درجة في العديد من الولايات الساحلية• وحسب بعض الأطباء المقيمين الذين تحدثت إليهم جريدة ''الفجر'' فإن فئة الأطفال والمسنين وكذا ذوي الأمراض التنفسية المزمنة كالربو أكثر الفئات تضررا بهذه الأمراض، خاصة الحساسية والزكام التي تنتشر كثيرا في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والانتشار المكثف للغبار والرطوبة• ومن جهة أخرى، أكد ذات المصدر أن التعرض المكثف للمكيفات الهوائية يضاعف من حدة المرض خاصة الإصابة بالزكام والتهاب الجيوب الأنفية، وذلك بفعل الانتقال من الجو الحار إلى البارد، مضيفا أن ارتفاع درجة الحرارة يساهم في انتشار الرطوبة، وبالتالي جفاف الهواء، وتفشي الغبار ودخان السيارات الذي يسهل استنشاقه، والذي يؤدي إلى اختناق وصعوبة في التنفس• وفي ذات السياق، يشتكي العديد من المسنين المصابين بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والقلب من اشتداد حدة المرض، بالإضافة إلى أن اختلاف درجات الحرارة بين داخل المنزل وخارجه يكون كبيراً، مما يؤدي إلى ضعف درجة مقاومة الجسم ويجعله مهيئاً للإصابة بأمراض الالتهابات في الجهاز التنفسي• ولأن أجهزة التبريد تساعد في الإصابة بزيادة الحساسية، وهذا بسبب وجود الفطريات فيها وبسبب انحباس الهواء داخل المنزل، يصبح من الضروري تبديل فلتر جهاز التبريد وتنظيفه من مدة لأخرى خلال فصل الصيف، للتقليل من احتمال الإصابة بالأمراض• ومن جانب آخر، فقد أكد الأطباء الذين تم التحدث إليهم أن هناك بعض الوسائل التي تساعد على الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في فصل الصيف، مؤكدا أن أهمها هو عدم الخروج في الأوقات التي يكون فيها الجو مغبراً، أي ما بين الحادية عشرة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، وأيضاً استخدام الكمامات الواقية للأنف والفم لدى الخروج في حالة الضرورة، وعدم الإفراط في استخدام المكيفات الهوائية سواء في المنزل أو السيارة، مع ضرورة مراعاة تناول أدوية الحساسية والربو للمرضى• وباعتبار أن الأطفال معرضين أكثر من الكبار لهذه الحالات المرضية في فصل الصيف، نتيجة عدم اكتمال الجهاز المناعي في أجسامهم، فإن الأطباء يوصون بعدم السماح لهم بتناول المثلجات والمياه الباردة أو العصير لتجنب الإصابة بالتهاب اللوزتين•