من كرانس مونتانا إلى دوربن يرددها عليها دائما.... ''ادعيلي يا يما بالنجاح والتأهل لتشريف بلدنا أمام العالم'' انطلاقا من ''عين الفوارة '' مرورا بمعركة ''أم درمان'' وانتهاء ببلد العم ''مانديلا'' تألق ابن حي ال''رويسو '' الشعبي، ووصل بطموحه وإرادته الكبيرة التي لا يفارقها الخلق الحسن وشهامة الرجال إلى أن أصبح أحد صانعي أفراح الجزائر، ومحاربا فذا في كتيبة الشيخ سعدان، هو عبد القادر العيفاوي الذي استقبلتنا عائلته بترحاب وكرم معهودين لدى كل الأسر الجزائرية لنتقاسم معها فرحة وشرف مشاركة ابنها مباريات ''مونديال'' جنوب إفريقيا، حيث سترفرف راية الجزائر لتمثيل العرب جميعا، بابتسامة جميلة للأم ''دوجة '' وفرحتها الكبيرة بابنها النجم من جهة وملامح القلق على وجهها، بسبب بعد ابنها والإصابات التي يتعرض لها أصحابه من اللاعبين، فكان لنا معهم هذا الحوار الشيق الذي بدأ بابتسامة وانتهى بابتسامة لا ننساها. الحوار: كيف تعيشون هذه الأيام وابنكم عبد القادر ضمن اللاعبين الذين استدعاهم المدرب الوطني رابح سعدان للمشاركة في ''المونديال''؟ - دوجة العيفاوي والدة عبد القادر: فرحت كثيرا عندما استدعى المدرب الوطني رابح سعدان ابني عبد القادر الذي يستحق فعلا المشاركة في المونديال، ليس لأنه ابني بل لأنه شخص يعشق كرة القدم ويلعبها بقلب كبير، متواضع وهادئ جدا، متفتح ولكنه خجول جدا، حيث أن معاملته مع أفراد عائلته لاتختلف كثيرا عن معاملته مع أصدقائه فهو لا يتكلم كثيرا والكل يحبه في بلدية ''بلوزداد'' وتحديدا بحي ''رويسو''. كيف تتعاملون مع الأخبار الخاصة بالإصابات؟ - في الحقيقة نحن نعيش على الأعصاب ونخاف كثيرا، خاصة وأن مختلف اللاعبين مصابون هذه الأيام وعلى الرغم من أنني أرى ابني عبد القادر من خلال التلفاز ويطمئن قلبي قليلا، إلا أن الخوف يبقى قائما، حيث أنني لا أستطيع رؤية أية مباراة يشارك فيها عبد القادر. من باب الفضول ماذا تفعل الأم ''دوجة'' أثناء المباراة؟ - صراحة لا يمكنني القيام بأي شيء بسبب الخوف الذي ينتابني، حيث أدخل إلى إحدى الغرف وأغلق بابها ولا أقوم إلا بالدعاء لابني وفريقه بالنجاح، متمنية بأن لا يصابوا بأية إصابات ويزيد قلقي عندما أسمع صرخات زوجي وأولادي وهم أمام التلفاز، إلا أنني لا أتوقف عن دعوة الفريق الوطني لحين انتهاء موعد المباراة، حيث أعبر عن فرحتي بشتى الطرق في حال حقق الفريق الوطني الفوز، ولكنني لا أغضب عند انتهاء المباراة دون تحقيق الفوز المستحق طبعا، خاصة وأن فريقنا يستحق فعلا الفوز. هل تتدخلون في أمور تخص انتقالات ابنكم من نادٍ إلى آخر؟ بمعنى هل واجه عبد القادر صعوبات أثناء تنقله إلى سويسرا؟ - لا لم يواجه عبد القادر أية صعوبات أثناء تنقله إلى سويسرا، حيث غادر الجزائر يوم 15 ماي بعد أن جاء لزيارتنا رفقة طفليه الصغيرين ''محمد إسلام'' و''سمير'' ليودعنا قبل الالتحاق بفريقه طالبا دعوات الخير ليس أكثر. لم يكشف بعد عن قائمة اللاعبين الأساسيين، ماذا إن حدث وأن أقصي عبد القادر من القائمة الرسمية وكيف ستتعاملون مع القضية ''اللقاء أجري قبل إعلان سعدان القائمة النهائية''؟ - فرحنا كثيرا عندما اتصلوا بعبد القادر للمشاركة في ''المونديال''، حينها أدركنا أنه يستحق تلك المكانة، وإن حدث وأن أقصي من القائمة فإننا سنستقبل الخبر بفرحة كذلك، لأن الروح الرياضية فوق أي اعتبار، خاصة وأن كل واحد من هؤلاء اللاعبين معرض لنفس الوضع، إلا أننا واثقون جدا من أن ابننا عبد القادر سيتلقى مثل هذا الخبر بكل روح وطنية، ولن يغضب لهذا القرار نهائيا، لأن همه الوحيد مشاركة المنتخب الجزائري من جهة، وتمثيل الوطن أمام دول العالم من جهة ثانية. كيف تشاهدون المباراة حين يشارك فيها عبد القادر وحين لا يشارك؟ - أؤكد أن الإحساس لا يختلف، سواء شارك عبد القادر أو لم يشارك مادام أن الفريق الذي سيلعب هو فريق ابني .... ( يقاطعنا) في هذه الأثناء عثمان -شقيق اللاعب عبد القادر لعيفاوي- بالقول أن الروح الوطنية أقوى من أي شيء لأن الرياضة ليس أن يشارك أخي أو أي فرد من عائلتي، بل إن الرياضة فن يجري في عروق عائلة لعيفاوي منذ الصغر لأن متابعة المباراة يعني متابعة طريقة لعب كل اللاعبين،، وليس مشاهدة أحد اللاعبين فحسب. كيف تعيشون أجواء المباراة قبل وأثناء وبعد كل مباراة يشارك فيها عبد القادر لعيفاوي؟ - بالنسبة لي فقد أخبرتكم أنني اختبئ بإحدى الغرف لحين انتهاء موعد المباراة، في حين يستعد زوجي وأولادي لموعد انطلاق المباراة بفارغ الصبر، ويتفرجون على المباراة بكل روية وتزداد الأجواء حماسا داخل البيت أثناء انطلاق المباراة وتنتشر التشجيعات إلى غاية تصفيرة الحكم، وبالطبع فإن الكل يفرح عند تحقيق الفوز، بينما نغضب عندما تكون خسارة ولكن بروح رياضية يقول عثمان، ونتضامن معهم ونبقى مؤمنين بأنهم يستحقون الفوز لأنهم قادرون على تحقيقه مع أي منتخب يواجهونه. هل أنتم على تواصل مع إبنكم؟ وكيف هي أحواله هناك؟ - في الحقيقة هو من يتصل بنا، ولكن لا يتصل يوميا بل خلال كل فترة قصيرة يحمل الهاتف ليسأل عنا، وغالبا ما يكون في اتصال دائم مع صديقه الذي يطمئنه عن أحواله وأحوال الفريق، حيث إنهم يعيشون كأسرة واحدة مرددا عبارة واحدة أنا بخير والحمد لله، وأكثروا من الدعوات ولا تقلقوا علي لأن الفريق الوطني بمثابة عائلته الثانية التي تعمل على تحقيق النجاح وتشريف الجزائر أمام دول العالم. هل شكلت مشاركة عبد القادر في المنتخب الوطني نقلة نوعية لكم من الناحية الاجتماعية؟ - صدقيني أنه لم يتغير أي شيء فعائلة العيفاوي مثلما كانت عليه من قبل فهي لا تزال، نفس الشيء بالنسبة للجيران، الأحباب، الأقارب، خاصة وأن عبد القادر محبوب من طرف الكل فالمعاملة المحترمة التي يحظى بها معروفة قبل أن يلتحق بالمنتخب الوطني وهذا راجع إلى تواضعه مع المحيط الذي يتعامل معه. تقولون إن عبد القادر هادئ جدا كيف كان رده عندما تعرض وزملاءه للاعتداء بمصر؟ - رغم أننا من أكثر الناس المقربين إليه إلا أن عبد القادر لم يعلق على الحادثة التي تعرضوا لها في مصر وأنا كأم احترق قلبي عندما سمعنا الأخبار، إلا أن ابني اكتفى بالقول نحن بخير وعلى ما يرام وكل شيء بخير، كما أنه يرفض التحدث عن أسرته الرياضية ويفضل أن يضع كل شيئ في مكانه، ولا يريد خلط أمور العمل بأموره العائلية لدرجة أنه لا يحكي أسرار أسرته الرياضية حتى لأقرب أصدقائه. قلتم إن ابنه ''محمد إسلام'' ذو الأربع سنوات يحب رياضة كرة القدم، هل يعتبر هذا الأمر موهبة أم أن والده هو من علمه الرياضة؟ - يمكن القول إن حب ''محمد إسلام'' لرياضة كرة القدم جاء عن طريق الفطرة، خاصة وأن عبد القادر لم يفرض على ابنه هذا النوع من الرياضة، حيث فضل ممارسة رياضة كرة القدم من تلقاء نفسه، كما أن الطفل ''محمد إسلام'' يرى أباه في الكرة -إن صح التعبير- بسبب الشوق والحنين لوالده الذي لا يشبع منه نتيجة تنقلاته الدائمة. آخر كلمة قالها عبد القادر لأمه ''دوجة''؟ - نفس العبارات يكررها عبد القادر عندما يغادر الجزائر للمشاركة بإحدى المباريات وهي عبارة ''ادعيلي يا أمي بالنجاح والتأهل لتشريف بلدنا أمام دول العالم''. ماذا يحب عبد القادر؟ - يمكن القول أنه ليس أكول كثيرا لأن أكلته المفضلة: ''العصبان''، ''البوراك التركي'' وحلوة ''البقلاوة''. - أغانيه المفضلة: المؤداة من قبل الراحل كمال مسعودي. - فريقه المفضل: ريال مدريد الإسباني. وماذا يكره؟ - أكثر ما يكرهه عبد القادر هو الإزعاج.