خاض عناصر المنتخب الوطني، مساء أمس، أول حصة تدريبية بملعب موبراي، بكرانس مونتانا، وكانت هذه الحصة مفتوحة أمام أنصار الخضر، الذين تنقلوا بقوة إلى مكان المعسكر، للوقوف على التحضيرات عن كثب وتشجيع أشبال الشيخ سعدان، وقد حوّل أنصار الخضر هدوء المنطقة إلى ضوضاء وأضفوا عليها جمالا ورونقا منقطع النظير، والتف حول الملعب الذي لا توجد به مدرجات، الآلاف من الأنصار الذين رددوا مطولا العبارة الشهيرة "وان تو ثري فيفا لالجيري"، كما دوت في سماء كرانس مونتانا عبارة "الجيش الشعب معاك يا سعدان" كتحية تقدير من أنصار المنتخب للشيخ، الذي قاد الجزائر إلى المجد بالتأهل إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب، ولعل المتتبع للأجواء لا يكاد يعرف بأننا في سويسرا، باعتبار أن ملعب موبراي تحول إلى 5 جويلية، وهو ما زاد من حماس اللاعبين الذين أحسوا حقا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم. جمهور جزائري غفير وكرانس مونتانا أصبحت مستعمرة جزائرية ومن شدة الحضور الجماهيري القوي لأنصار المنتخب الوطني، يخال للعيان أن مقاطعة كرانس مونتانا بمرتفعات سويسرا أصبحت مستعمرة جزائرية، فالأعلام في كل مكان ولا حديث إلا عن الخضر واللاعبين والجميع متفائلون بمشاركة مشرفة في المونديال، يصل فيها المنتخب الوطني على الأقل للدور الثاني، مادام أن الدولة والفاف سخرا كل الإمكانات والجمهور الجزائري لم يقصّر ويعول أيضا على غزو بلاد مانديلا مع بداية المنافسة التي ينتظرها كل العالم، وحتى نبقى دائما في سياق رسم الأجواء الرائعة التي رسمها أنصار الخضر، نقول أن اللونين الأخضر والأبيض طغيا على المكان. الزغاريد، أغاني الخضر والراية الوطنية في كل مكان ولم يقتصر حضور أول حصة تدريبية مفتوحة في معسكر كرانس مونتانا على الرجال فقط، بل كان الجنس اللطيف حاضرا بقوة والزغاريد دوت في كل مكان، وأغاني الخضر تنبعث من السيارات إلى درجة أننا كدنا ننسى أننا في سويسرا، ولا يوجد أي مناصر بدون راية وطنية، حيث حاول كل واحد منهم الاقتراب من اللاعبين ومن الناخب الوطني لأخذ الصور التذكارية والحصول على الإمضاءات. اللاعبون اندهشوا للحضور الجماهيري القوي أصيب عناصر المنتخب الوطني بالدهشة، نظرا للحضور الجماهيري المكثّف، خصوصا منهم الجدد الذين ظلوا يتمعنون في الأنصار قبل بداية الحصة التدريبية وكأنهم لا يصدقون ما يشاهدون من هوس أنصار المنتخب الوطني وشغفهم بحب منتخبهم، الذي يعشقونه حد النخاع، وقبل الشروع في الحصة، تجمّع اللاعبون وسط الميدان ومنهم من بيده هاتف نقال لتصوير الأجواء مادام أن المتعة كانت متبادلة. وبادلوا الأنصار التحية وبطلب من الناخب الوطني رابح سعدان، الذي يعد النجم الأول للخضر وبدون منازع، بادل عناصر المنتخب الوطني أنصارهم التحية، حيث صفقوا لهم مطولا، معربين عن إعجابهم ومؤكدين إحساسهم الكبير بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم بتشريف أكثر من 35 مليون جزائري في المونديال وكذا كل العرب، باعتبار الخضر الممثل الوحيد، ومهما حاولنا تقريب الصورة لقرائنا الكرام إلا أننا قد لا نجد المصطلحات اللازمة بالنظر لروعة الأجواء التي يمكن القول عنها أنها منقطعة النظير.