انتقدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، نوارة سعدية جعفر، استخدام بعض الجهات الغربية لأوضاع المرأة في العالم العربي كمطية للهجوم على الثقافة الدينية في العالم العربي، مشيرة إلى وجود معاناة واضحة للمرأة في الغرب من العنف المنزلي والتمييز في الرواتب والأجور على عكس الشائع عن انتشار ثقافة المساواة بين الجنسين هناك. وقالت جعفر في مداخلتها أثناء ندوة مناقشة كتاب ''المرأة في مفهوم قضايا أمن الإنسان.. المنظور العربي والدولي'' بجنيف، أن هذا الكتاب، يعد رسالة إلى الآخر الذي يسلط الضوء علينا في تلك المرحلة من التاريخ. وأكدت خلال الندوة التي أقيمت تحت رعاية رئيسة الاتحاد النسائي العام في الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك في رد لها على مداخلة لإحدى المنظمات غير الحكومية المعنية بأوضاع المرأة التي رأت أن الكتاب لم يشر إلى تأثير الإسلام على أوضاع المرأة العربية لاسيما في مجال حقوق الإنسان، أكدت أن مثل هذا العمل الصادر برعاية الشخية فاطمة بنت مبارك يعطي التصور الحقيقي والواقعي حول أوضاع المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية الذي يختلف من بلد إلى آخر. وشددت على أهمية الاستفادة من خبرات الدول العربية والإسلامية المختلفة في التعامل مع قضايا المرأة استنادا إلى الأبحاث القيمة التي سجلها الكتاب. من جهته أكد مندوب جامعة الدول العربية الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير سعد الفرارجي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن أهمية الكتاب تكمن في توضيح فرق جوهري بين مفهومي الأمن الإنساني وأمن الإنسان واضعا ملف المرأة في مكان متميز في صياغة الأمن القومي العربي. وأكد السفير الفرارجي أن ملف المرأة يفتح آفاقا جديدة في العمل العربي المشترك انطلاقا من البرامج الوطنية المعنية بهذا الملف الهام، إلا أن هذا التعاون العربي المأمول يجب أن يحظى بالعون والمعونة والتنسيق المتكامل بين الدول العربية. وفي السياق ذاته أكد رئيس مجموعة الباحثين المشرفين على الكتاب الدكتور بهجت قرني أن الأبحاث المعروضة فيه ربطت بنجاح بين التحليل الاقتصادي والممارسة العملية وهي تجربة رائدة في العالم العربي. وأوضح قرني أن الكتاب يقدم مشروعا دوليا متكاملا وعلامة تاريخية في بحث قضايا المرأة العربية على وجه الخصوص ويجب أن يصبح مرجعا أكاديميا إذ يضم بنكا واسعا من البيانات والمعلومات حول أوضاع المرأة العربية. ويقع الكتاب في جزئين بإجمالي 500 صفحة وشارك في إعداده 26 أكاديميا ومفكرا وباحثا من جميع أنحاء العالم العربي واحتفت بصدوره الجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية المعنية بأوضاع المرأة في العالم العربي.