في خطوة مفاجئة وغير متوقعة استبق نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية خصومه الذين يحضرون لدورة طارئة للمجلس الوطني يوم 28 أوت، وأعلن عن تنظيمه دورة استثنائية للمجلس يومي 26 و27 أوت الجاري من أجل مناقشة الوضع الذي آلت الكشافة الإسلامية بعد عملية سحب الثقة التي أعلن عنها أعضاء من القيادة العامة بمعية أعضاء من المجلس الوطني. وقال بن براهم في تصريح ل ''الحوار'' إن برمجة هذه الدورة جاءت بناء على طلب جل المحافظين الولائيين وأعضاء مجلس الإدارة الذين اجتمعوا أول أمس، بمقر القيادة العامة بزيغود يوسف، بحضور 39 محافظا ولائيا من أصل ,48 و16 عضو مجلس إدارة من أصل 19 عضوا يشكلون المجلس. وستكون في جدول أعمال هذه الدورة الطارئة - حسب بن براهم - نقطة واحدة هي مناقشة الوضع الذي آلت إليه المنظمة الكشفية بعد التمرد الذي أعلنه بعض القادة، واتخاذ القرارات التي قال إنها ستكون مصيرية للحفاظ على استقرار المنظمة ووحدتها. وأضاف بن براهم الذي بدا مرتاحا جدا بعد أن تمكن من جمع 39 محافظا ولائيا رفقة 16 عضو مجلس إدارة أول أمس، أن اختياره ليومي 26 و27 اللذين يسبقان التاريخ الذي حدده خصومه للدورة بيوم واحد، جاء بالتشاور مع المحافظين الولائيين، ولم يخف أنه اختير لقطع الطريق على من وصفهم بالمشوشين المفصولين الذي يعملون على زعزعة استقرار المنظمة من أجل عدم تمكينهم حتى من تجميع مسانديهم في المجلس الوطني الذين يقاربون الثلاثون عضوا حسب بن براهم، الذي جدد تأكيده على أنه يملك دعم 97 عضوا من المجلس. وبالنسبة للقاء الوطني الذي كان قد أعلن عنه سابقا والمبرمج يوم 30 أوت الجاري قال بن براهم إنه لايزال يتمسك به وسيعقده في وقته من أجل كشف المستور بالأدلة، وتوضيح حقيقة المؤامرة التي قال إنها حيكت ضد المنظمة الكشفية من قبل أطراف حددها في مناسبات سابقة بأنها حزب كبير عقد مؤتمره مؤخرا في إشارة واضحة إلى حركة حمس ورئيسها أبو جرة سلطاني. وردا على سؤال ''الحوار'' له حول حقيقة هذه الأدلة التي كشف عنها بعض مقربيه بأنها تتمثل في شريط فيديو يكشف لقاء بين أبوجرة وبعض القادة المنشقين، إضافة إلى أدلة أخرى تثبت محاولة الاستيلاء على أموال المنظمة، أنه سيتركها ليوم 30 أوت ليكشف عنها وحرص على التأكيد أنها ستدحض كل الافتراءات التي أثيرت حول شخصه. ويبدو أن براهم أراد احتواء الأحداث التي أخذت وتيرة تصاعدية منذ أيام، وأعلن عن دورة طارئة للمجلس الوطني ليسحب البساط من تحت أرجل خصومه الذين كان هذا الأمر ضمن مطالبهم الأساسية التي جزموا أن بن براهم كان يتحاشاها، نظرا لأن جل أعضاء المجلس يعارضونه وأنهم يساندون عملية سحب الثقة ليفاجئهم بتسبيقه التاريخ بيوم واحد، ومؤكدا أن جماعة سرير وإن كان الأمر سيربكها إلا أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي. .. والمعارضة تقول إنه تعرض لضغوط من أجل عقد الدورة من جهته قال الجناح المعارض لبن براهم، إن إعلان هذا الأخير عن تنظيم دورة المجلس الوطني هذا الثلاثاء، جاء بعد ضغوط مورست عليه لحمله على عقد الدورة من قبل المحافظين الولائيين وبعض القادة الكشفيين، وحتى من خارج محيط المنظمة. حسب تصريح لمنير آيت يعلى أحد قادة هيئة تقويم الكشافة الذي أكد أن خرجة بن براهم لن تربك جماعته وأن اجتماعا للهيئة سيعقد من أجل النظر في أمر المشاركة في الدورة من عدمها -على حد تعبيره. وحاول آيت يعلى التأكيد على أن الأمر غير مفاجئ له وأن المهم بالنسبة لجماعته هو عقد دورة المجلس الوطني التي كانت في صلب مطالبها الرئيسية والاحتكام للشرعية التي ستكون الفاصل بينهم وبين القائد العام. ولم ينكر آيت يعلى أن الإعلان عن دورة طارئة للمجلس من قبل بن براهم يعني تلقائيا أن الدورة التي دعوا إليها أصبحت ملغاة وفي خانة اللاحدث، مبررا ذلك بأن الأمر عادي وأعطى الموضوع قراءة من وجهة نظر تخدم جماعته على أساس أن عقد الدورة من أكبر مطالب جماعته من أجل تصحيح الأوضاع وأنه لا يمكن عقد دورتين متتاليتين. وتابع المتحدث ذاته حديثه بأن استدعاء المجلس الوطني من صلاحيات القائد العام الذي لم يصفه المتحدث ب ''السابق'' على غرار مرات خلت، وهو قد يكون تحول في إستراتيجية جماعة سرير التي يبدو أنها بدأت تطبق سياسة المهادنة بدل التصريحات النارية، وختم المتحدث حديثه بأنه يدعو كل أعضاء المجلس إلى تحمل المسؤولية التاريخية تجاه المنظمة التي تمر بمرحلة ومنعطفات تاريخية.