مرت الساعات والأيام وممثلونا يصولون ويجولون في بلاد الصفر، كل بطريقته الخاصة، فهذا متفنن في اختيار قماش '' كرسونه '' ، وذاك مراهن على لون بشرة فخذه، وهذا وذاك ..الخ، غافلين أو متغافلين أن الطير عازم على مغادرة عشه، والكل ناتف من ريشه أو شعره (لا ندري الطيور الصينية هل هي ريشية أم شعرية)، ذهبا أو فضة أو برونزا. ومع إسدال الستائر على أهم محفل رياضي في العالم، لازلنا نجر أذيال الخيبة عبر ممثلينا و '' نحصلوا في ربي '' -حاشاه- '' الله غالب '' !!! وفي هذا المقام ألا يحق لنا أن نتساءل عن العقلية التي طار بها ممثلونا إلى حياض العملاق غير النائم، هل وهم يهمون بالمغادرة توقعوا أن ينافسوا المعوقين، أو القصر من الأطفال والصبيان ليحصدوا المجد من أطرافه الثلاثة؟، أم هل اعتقدوا أن يفوزوا بالطرق غير الرياضية؟، أم توهموا وصدقوا أكذوبة الضعفاء والمعتوهين بأن '' المهم في المشاركة '' ؟. وعلى منطق كثير من ممثلينا الذين أخفقوا، وهم يصرحون بعد حصادهم لخيبات الأمل، بكل شيء وبأي شيء، إلا ما يجب أن يصرحوا به، أو يتواروا عن الأنظار كحد أدنى للحشمة، فكل العوامل على قولهم كانت ضدهم إلهية وبشرية، الجو .. البحر .. الريح .. الحكام .. وأشياء أخرى، ما عدا أنهم في منافسة لا مكان فيها للمتردية والنطيحة. ثم ألا يستحضر هؤلاء أن الكثير من البؤساء في الجزائر، بل وفي العالم وهم من غير عشاق الرياضة تواقون لسماع '' نشيد قسما '' وهو يعزف مرافقا لرفرفة العلم الوطني في سماء كونفشيوس، ألا يقدرون حجم المسؤولية، وقيمة التحدي؟ .. ربما سيقارنون أنفسهم بالعرب ومن قاربهم من الفاشلين، كما في كل مرة، في حين أن كثيرا ما يتداولون في مجالسهم الخاصة والعامة أنهم أحسن من العرب ومن الزنوج ومن، ومن .. والخلل ربما في أن كثيرا من العرب ومن بينهم نحن أحفاد مازيغ وكنعان في بلاد المغرب الأوسط ظنوا ويظنون أنهم ذاهبون إلى '' طير العش '' ، والبون شاسع بين '' طير العش '' و '' عش الطير '' ، لأن الأول وببلادة أمثالي موح بأن الطير ملازم لعشه، وأن الألعاب الأولمبية مفتوحة أيامها أسابيع وأشهرا، '' واللي ما ربح اليوم يربح غدوا '' ، وكل '' عطلة فيها خير '' . بينما استحضار المغزى العقلاني والطبيعي ل '' عش الطير '' ، يوحي بأن هذا الأخير ليس ملازما لعشه، وغير متاح نتف ريشه أو شعره على طول الأيام، و '' اللخر ما يلحقش '' ، وبالتالي هكذا مناسبات مجرد '' مزن صيف '' يجب التحضير لها والاستعداد الكافي لحصد جوائزها، بل والنظر إلى ما بعدها، وما بعد بعدها .. واطلبوا الفهم والعلم ولو في الصين والحكمة .. كل الحكمة من '' عش الطير '' .