أعلنت جماعة ''جند الله'' السنية الإيرانية مسؤوليتها عن الانفجارين الذين استهدفا الخميس مسجدا شيعيا في مدينة زهدان جنوب شرق إيران، فيما أعلنت الصحة الايرانية ارتفاع عدد الضحايا إلى 27 قتيلا وأكثر من 270 جريح. وقال بيان للجماعة ''العملية كانت ردا على إعدام زعيمها عبد الملك ريجي في العشرين من جوان'' ، متوعدة بالمزيد من الهجمات. وأضافت ''التفجيرات نفذها اثنان من أقارب ريجي واستهدفت تجمعا لأفراد الحرس الثوري في زاهدان''. ومن جانبها، أعلنت وزيرة الصحة الايرانية مرضية وحيد دستجردي ارتفاع عدد ضحايا الاعتداء المزدوج إلى 27 قتيلا وإصابة نحو 270 آخرين، وأعربت الوزيرة وحيد دستجردي عن أسفها للحادث الإرهابي الذي وقع في زاهدان، ووقع الهجومان أثناء احتفال بمولد الإمام الحسين وهو اليوم الذي يخصص كذلك لتكريم الحرس الثوري الإيراني. يذكر أن مدينة زهدان شهدت العديد من الهجمات الانتحارية التي ألقي باللوم فيها على مجموعة جند الله. ففي ماي 2009 قتل مهاجم انتحاري 30 شخصا وأصاب أكثر من 120 آخرين في هجوم على مسجد في زاهدان. ومن جانبها، أدانت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الهجومين الانتحاريين، ووصفتهما بأنهما ''عمل ارهابي استهدف المصلين في المسجد''، مضيفة أن ''الولاياتالمتحدة تعرب عن تعازيها لعائلات وذوي الذين قتلوا وجرحوا وتطالب بملاحقة المسؤولين عن هذه الاعتداءات الشنيعة''. وكانت جماعة ''جند الله'' قد توعدت بالانتقام القاسي بعد إعلان طهران إعدام زعيمها عبدالملك ريجي بتهمة المحاربة والإفساد في الأرض. وكانت السلطات الإيرانية قد أعدمت شنقا 13 من أعضاء جند الله في نوفمبر الماضي بعد اتهامهم بالمسؤولية عن عدد من الهجمات وعمليات القتل. من جهة أخرى توقع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي استئناف المفاوضات مع الدول الست الكبرى بشأن برنامج بلاده النووي بحلول سبتمبر المقبل، عقب إعلان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الموافقة على استئنافها. ونقلت قناة ''العالم'' الايرانية عن متكي ترحيبه بموقف اشتون ، لكنه شدد على أن طهران لا تريد حوارا من أجل الحوار، بل تريد الانتقال إلى مرحلة التطبيق. ودعا متكي إلى انضمام أطراف أخرى إلى مجموعة فيننا التي تضم الدول الست (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا). وإذا ما تأكد استئناف هذه المفاوضات في سبتمبر فسيكون ذلك أول اجتماع وجها لوجه بين ممثلين عن الدول الست والسلطات الإيرانية منذ لقائهم الأخير في الأول من أكتوبر 2009 في جنيف. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أبلغت ايران استعدادها لاستئناف التفاوض معها حول ملفها النووي، مقترحة أن يختار الطرفان مكان وزمان الاجتماع. وقالت آشتون، التي تمثل الدول الست الكبرى المعنية بهذه المفاوضات، في رسالة وجهتها إلى كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي ''يسعدني أن اتبلغ أنكم مستعدون لاستئناف الحوار''. وأضافت ''الدول الست الكبرى المكلفة بالملف النووي الإيراني ترغب فعلا في إقامة علاقة بناءة مع إيران، وهدفنا على الدوام التوصل إلى اتفاق شامل وطويل الأجل يعيد ثقة الأسرة الدولية بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مع احترام حقوق إيران المشروعة في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية''. وفي سياق متصل كشف التلفزيون الاسرائيلي الخميس عن السيناريو المتوقع للهجوم الذي قد تشنه الدولة العبرية على إيران للقضاء على برنامجها النووي، الأمر الذي يوصف بأنه مسألة ''حياة أو موت'' لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال التقرير ''إذا ما قررت الدولة العبرية انتهاج الطريق العسكري ضد إيران، فإن على سلاح الجوالإسرائيلي تنفيذ عدة طلعات جوية تمكنه من دراسة طريقة بشكل جيد لتحقيق الهدف بفاعلية''، مشيرة إلى أن هذه المهمة تحتاج لمئات الطائرات وليس لمجرد عشرات. قال مركز للبحوث إن شن اسرائيل هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى اندلاع حرب طويلة، وربما لن يحول دون حصول إيران في نهاية الأمر على أسلحة نووية. وقالت مجموعة أوكسفورد للبحوث ''يجب استبعاد العمل العسكري كرد على طموح إيران في الحصول على أسلحة نوويّة، فهذا الهجوم سيكون بداية لصراع مطول من المستبعد أن يحول دون حصول إيران في نهاية الأمر على أسلحة نووية بل ربما يشجعها على ذلك''.