أعلن البنتاغون أول أمس عن ترحيله للجزائري عبد الناجي عزيز الذي يوجد منذ عام 2002 إلى بلاده، رفقة معتقل آخر من الرأس الأخضر تم نقله هو أيضا إلى وطنه. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن عبد الناجي عزيز أرسل إلى الجزائر، بلده الأصلي، في حين أرسل عبد النصر محمد خانتوماني إلى الرأس الأخضر، مبينة أن السلطات الأمريكية تعاونت مع السلطات في البلدين المعنيين ''كي تتم عملية النقل في ظروف أمنية مناسبة''. وأوضحت الوزارة أن واشنطن أعربت عن ''امتنانها'' للجزائر والرأس الأخضر على دعمهما الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من أجل إغلاق سجن غوانتانامو''. وفي السياق ذاته، قال الجيش الأمريكي إن الرجلين نقلا ''بعد تقييم كامل لملفيهما''. وبعد ترحيل عبد العزيز ناجي إلى الجزائر وعبد الناصر محمد خانتوماني إلى الرأس الأخضر يتبقى في جوانتانامو 178 معتقل من مجموع 245 عندما تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة. وكانت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعطت بداية هذا الأسبوع الضوء الأخضر لإدارة الرئيس باراك أوباما لترحيل الجزائريين عزيز عبد الناجي ومحمد بن سعيد فرحي إلى بلادهما، بعد عدم قبولها لاستئناف موكليهما اللذين ادعيا إمكانية تعرض المعتقلين للتعذيب إن تم إرجاعهما إلى وطنهما. ورفضت المحكمة السبت الماضي طلب الاستئناف الذي قدمه عزيز عبد الناجي بإبقائه في غوانتنامو وعدم ترحيله إلى الجزائر، ومعلوم أن ناجي قد اعتقل في باكستان، وتم احتجازه منذ عام 2002 في سجن شبه الجزيرة الكوبية. وكانت محامية عبد العزيز عبد الناجي قد أشارت إلى أن موكلها يرفض في شكل قاطع العودة إلى الجزائر، مشددة على أنه ''من المعيب وغير الإنساني إعادته إلى هناك مرغما'' على حد قولها. ومن الظاهر أن عملية ترحيل سعيد بن محمد ستكون في الأيام القادمة، كون أن المحكمة ذاتها كانت قد رسمت الجمعة الماضية السماح للحكومة بالمضي قدما في ترحيله هو الآخر إلى الجزائر. وقالت الحكومة الاتحادية إنها حصلت على تأكيدات بأن المعتقلين الجزائريين لن يتعرضوا لسوء المعاملة عند ترحيلهم إلى بلادهم. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون تانيا برادشير إن وزارتها ليس لديها تعليق بشأن الموعد الذي قد يتم فيه نقل المعتقلين إلى الجزائر. وزعمت صحيفة ''واشنطن بوست'' في وقت سابق أن 6 معتقلين جزائريين في سجن قاعدة جوانتانامو العسكرية الأمريكية في كوبا، من بينهم عزيز عبد الناجي وسعيد بن محمد يفضِّلون البقاء في المعتقل لباقي حياتهم بدلا من العودة إلى بلادهم حيث يخشون تعرضهم للتعذيب. وسلمت الولاياتالمتحدة للجزائر مطلع هذا العام معتقلين اثنين من رعاياها كانا في غوانتانامو، بعد أن تجاوز الرئيس الأميركي باراك أوباما المهلة التي حددها لإغلاق المعتقل كليا. ووقعت الجزائروواشنطن في أفريل الماضي خلال الزيارة التي قام بها وزير العدل الأمريكي اريك هولدر إلى الجزائر على اتفاقية تعاون في المجال القضائي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في هذا الميدان.. وبين هولدر وقتها أن التوقيع على هذه الاتفاقية خير دليل على الإرادة القوية والمشتركة للبلدين لمحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، موضحا أنها ''اتفاقية شاملة تغطي عددا كبيرا من الجرائم''، ومن شانها أن ''تعزز التعاون المتنامي بين الجانبين'' في مجال مكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة.