رفضت مجموعة ''دول الساحل والصحراء'' المجتمعة في تشاد الدعوات لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير ، فيما أكد مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان توقيفه ''مسألة وقت فقط''. وقال الأمين العام للمجموعة محمد المدني الأزهري في افتتاح القمة '' دارفور ما زال مصدرا للقلق ، الا ان دول الساحل والصحراء ترفض كل الاتهامات ضد الرئيس البشير والتي لا تساهم في تحقيق السلام في هذا الاقليم السوداني''.ومن جانبه ، دعا الرئيس التشادي ادريس ديبي في كلمة ألقاها أمام المشاركين في القمة قادة المنطقة لدعم عملية السلام في السودان والمساعدة في حل أزمة دارفور. وناشد جميع الأطراف المشاركة في محادثات السلام على الانضمام إلى مسار الدوحة من أجل الوصول إلى تسوية تضمن السلام العادل والدائم في إقليم دارفور المضطرب.وكان ديبي يشير إلى محادثات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور في العاصمة القطرية برعاية قطر والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.وكانت تشاد اعلنت التزامها بموقف الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع مذكرة الجنائية الدولية بحق البشير، كما أكد وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد. وقرر الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية بعد اصدارها في 2009 أول مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، وهو موقف لم يتغير اثر اصدار المحكمة مذكرة ثانية الاسبوع الماضي اضافت إلى التهم الاولى تهمة الابادة. ووقعت تشاد وثيقة روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية وهي نظريا مطالبة بتوقيف المشتبه بهم الذين تلاحقهم، كما ذكرت المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة هيومن رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية. وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون تشاد على الوفاء بواجباتها القانونية وتوقيف الرئيس السوداني .الى ذلك ، اعلن مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ان اعتقال البشير قادم لا محالة وأن هذا مسألة وقت لا غير. وقال أوكامبو ''أنه لا يوجد طرف منتصر حين تقع جرائم الإبادة''، مشيرا إلى ''أن ثمة 2.5 مليون نسمة فى دارفور معرضون للهجوم، وأن على الرئيس السوداني عمر البشير ألا يشعر بالفخر، فهو يظل مشتبها به وهاربا من وجه العدالة''.على جانب اخر ، قبل البشير دعوة عشاء أقامها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي خلال مشاركتهما في قمة الساحل والصحراء ، حيث ناقشا مسائل مرتبطة بالعلاقات بين البلدين وتطورات قضية دارفور. وجاء لقاء القذافي والبشير على خلفية أزمة صامتة بين الخرطوم وطرابلس بسبب انتقال زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم إلى ليبيا على رغم اعتراض السودان الذي قابل الخطوة الليبية بإغلاق الحدود بين البلدين من الجانب السوادني وشدد إجراءات المرور عبر نقاط الحدود ونشر قوات أكبر من الشرطة هناك.وكان البشير قد استبق زيارته الى تشاد بطرد ثلاثة من ابرز قادة التمرد التشادي هم تيمان ارديمي ومحمد نوري وادوما حسب الله ، في اطار عملية تطبيع العلاقات مع تشاد المجاورة.وكان اتحاد قوى التمرد التشادية يتخذ من دارفور غرب السودان قاعدة خلفية لعملياته.ووضع السودان وتشاد حدا في فيفري لخمس سنوات من نزاع كان يدور بين البلدين عبر مجموعات متمردة متمركزة في كلا البلدين. وساعدت نجامينا طيلة هذه السنوات حركة التمرد في دارفور المناهضة للرئيس البشير في حين دعمت الخرطوم المتمردين التشاديين الساعين للاطاحة بالرئيس التشادي ادريس ديبي.وكان الرئيس التشادي طرد خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، الاكثر تسلحا بين حركات التمرد في دارفور، من تشاد. وتحاط زيارات البشير بتكتم شديد منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه في مارس 2009 مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور غرب السودان. وزار الرئيس التشادي الخرطوم في فيفري ثم في ماي لحضور حفل التمديد للرئيس السوداني في الرئاسة