تضمنت الشبكة البرامجية لشاشة اليتيمة لرمضان هذا العام العديد من الأعمال الفنية التي لا تمت بصلة بأيام هذا الشهر الفضيل، هذا الشهر الذي تخفق بحبه القلوب، وتشرئب إليه الأعناق. ولكن القائمين على قسم البرمجة باليتيمة لا يهتمون بالنوعية، من خلال انتهاجهم لسياسة سد الفراغ ولو على حساب المشاهد الذي ينتظر بث برامج تربوية دينية ثقافية وإذا بهم يفاجئون بأفلام ومسلسلات تخدش النفوس وتعكر أجواء هذا الشهر الكريم. أعمال فنية لا تخدم المجتمع لا من قريب ولا من بعيد المتتبع لحلقات سلسلة ''بروسلي الأسطورة'' وهي تروي السيرة الذاتية لإحدى مشاهير الرياضة القتالية، سلسلة ملئها العنف وإثارة المشاعر والغضب، بدءا من أغنية الجنيريك التي استهلت بالتحريض على العنف وتشجع على نشر سلوك غير سوي في أوساط المجتمع الجزائري المسلم، مصداقا لمعنى قوله صلى الله عليه وسلم ''ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد بالعقل الذي يملك نفسه عند الغضب''. ومنذ الوهلة الأولى يدرك أنه يستهدف فئة الشباب بالدرجة الاولى خاصة المراهقين، أفهكذا يستقبل مثل هذا الشهر، رغم أن المشاهد كان ينتظر حصصا دينية تدخل في سياق هذا الشهر الفضيل، عوض بث أعمال تبين ما وصل إليه عالم تكنولوجيا العنف وتحمل مظاهر الموت، واستعراض صور الموت والدماء تلك هي المشاهد التي تضمنها أيضا الفيلم الجزائري ''مصطفى بن بولعيد''، فعلى الرغم من الفكرة التي يعالجها هذا الفيلم، وعلى الرغم من درجة أهمية التعريف بالمسيرة النضالية لهؤلاء الذين ننعم بالحرية بفضل تضحياتهم الجسام من أجل تحرير هذه الأرض، لكن كان بالأحرى على القائمين على قسم البرمجة بهذه القناة أن يبرمجوه خارج أيام رمضان، إذ لا يجب بث تلك الصور المحزنة التي تجسد الثوار في غرف التعذيب وفي غياهب السجون الاستعمارية حيث تعرضوا لأبشع القهر ونكِّل بأجسادهم الطاهرة. ولعل الجديد الذي لفت انتباهنا بخصوص برامج الشبكة البرامجية لرضمان 2010 إقحام سلسلة لكوريا الجنوبية ليس لها أي معنى ولا تخدم المشاهد. شبكة برامجية فارغة المحتوى طبعت الرتابة محتوى الشبكة البرامجية الرمضانية لهذا العام فالفراغ هو السمة الرئيسية لها، فأين تلك الأفلام التاريخية التي تروي سير وتراجم حياة أعلام الأمة الإسلامية من العلماء والفقهاء والمحدثين والأطباء وكل من ساهم في ترقية الفكر الإسلامي؟ وأين تلك السلسلات الدينية التي عهدها الجمهور .. برنامج فارغ من محتواه هذا ما يجمع عليه أغلب المشاهدين الذين استطلعنا آراءهم والذين اكدوا لن اليتيمة او حتى القنوات الوطنية الأربع الاخرى افقدتهم نكهة رمضان هذا العام.