يقول المخرج السوري المخضرم نجدت أنزور الذي فاجأ المشاهدين بتصوير شخصية متعصب ديني يسيء للنساء، أن مسلسله التلفزيوني قد يساعد في وقف انحدار العالم العربي باتجاه التطرف. ويعرض مسلسله (ما ملكت أيمانكم) -الذي يصور توفيق الذي يجبر شقيقته ليلة على ارتداء النقاب، في حين يقيم علاقات غير مشروعة- على عدة محطات تلفزيونية خلال شهر رمضان في لبنان وسوريا واليمن وسلطنة عمان وليبيا. واجتذب المسلسل -الذي يقع في 30 حلقة وصور في سوريا وفرنسا- نسبة مشاهدة مرتفعة، كما أثار انتقادات من جانب بعض السوريين الذين يرونه يستهدف المتدينين بشكل ظالم، خاصة وأن عنوان المسلسل مأخوذ من نص قرآني. وكان محمد البوطي -رجل الدين السوري الذي يقوم بتدريس الشريعة في جامعة دمشق- قد وصف المسلسل في بادئ الأمر بأنه سرطان وسخرية من الله، غير أنه تراجع فيما بعد عن تصريحاته هذه، قائلا إنه لم يشاهد العمل. وقال أنزور لرويترز ''عندما كنت أصور دمشق من جبل قاسيون، رأيت أضواء المآذن الخضراء بالآلاف، وفي المقابل وجدت دور السينما والمسارح تعد على أصابع اليد''. وقال المخرج ''المطلوب خلق توازن لنحافظ على هذا المجتمع السوري''. وأضاف أنه يستهدف من هم في منطقة الوسط، والذين لم يتحولوا بعد إلى التطرف. ويدافع أنزور عن نطاق أوسع من الحرية السياسية في العالم العربي، ويقول إنه يجب ألا يسمح للتفسير ''الخاطئ'' للإسلام بأن يسود الإعلام والتلفزيون العربي. وقال ''عدم الثقة بالأنظمة العربية -بشكل أو بآخر- يفتح المجال أمام امتداد أفكار جديدة، ومنها أفكار دينية وأفكار متطورة.. إن هدفنا ليس ازدراء الإسلام وليس الإساءة للإسلام، بل البحث عن الإسلام الحقيقي في هذا المجتمع''. وقال أنزور إن المسلسل لا ينتقد الشخصيات الدينية وإنه يعرض نماذج علمانية سيئة كذلك. وأشار المخرج ''الظروف السياسية تلعب دورا أساسيا في تغيير تركيبة هذا المجتمع، وأفكار الإرهاب التي تطرح فيه''. وتركزت أعمال أنزور -في السنوات القليلة الماضية- على الموضوعات الدينية، ومنها الدفاع عن الإسلام في مسلسل (سقف العالم) الذي عرض في أعقاب غضب المسلمين من رسوم مسيئة للنبي محمد نشرتها صحيفة دانمركية. وفي مسلسل (المارقون)، وصف كيف يمكن أن يتحول المهاجرون العرب في المجتمعات الغربية للعنف.