سيشرع المجلس الوطني لجمعيات رعاية الشباب انطلاقا من الشهر المقبل، في الافتتاح الرسمي لمشروع تحسيسي حول آفة استهلاك المخدرات وهذا بالتنسيق مع مصالح مديرية الأمن لوطني قصد تفعيل العمل التوعوي، حيث سيكون هناك نشاط مشترك ما بين المجتمع المدني والخلايا الجوارية الخاصة بالأحداث الموجودة على مستوى الشرطة وهذا بهدف التقرب منهم أكثر خاصة مع بداية الدخول المدرسي. حسب ما كشف عنه ''عبد الكريم عبيدات''، رئيس المجلس الوطني لجمعيات رعاية الشباب في تصريح خص به ''الحوار''، فإن هذا المشروع الرامي إلى نشر ثقافة الوعي وتحسيس الشباب حول مخاطر تناول المخدرات يعد أول عملية على المستوى الوطني وهذا في إطار التعاون وتنسيق الجهود مع الشرطة الجوارية، حيث تم اقتراح عدة مواضيع اتفق على تجسيدها في شكل عمل مشترك ما بين المجتمع المدني أي جمعية رعاية ومصالح الشرطة التي تقوم خلاياها الجوارية بالخروج إلى الشارع والتقرب من الشباب حتى تتم توعيته وإبراز النتائج الوخيمة التي ستترتب جراء مغامرتهم باستهلاك ذلك السم القاتل. وقد جاء هذا المشروع بعد القيام بتجربتين على مستوى الجمعية وبناء عليهما تقرر تطويرهما حتى يكون هناك أثر أقوى في أوساط تلك الفئة الحساسة من المجتمع الجزائري التي تحتاج إلى من ينيرها حتى تتخطى بعض المشاكل وتنجو من الانقياد وراء شبح المخدرات. وفي هذا السياق، أكد لنا ذات المتحدث أن أول تجربة تمثلت في الإسعاف المدرسي وهذا نظرا للآفات الإجتماعية التي صارت منتشرة بكثرة في المحيط المدرسي في الآونة الأخيرة، وهو ما يؤثر سلبا على التحصيل العلمي لعدد كبير من التلاميذ ويفسر حالات التسرب لمعظمهم. وعلى هذا الأساس، يضيف عبد الكريم عبيدات، تم تأسيس الاسعاف المدرسي وهو عبارة عن حافلة متنقلة مجهزة بفرقة أطباء من علماء النفس والاجتماع يتولون مهمة التنقل إلى المدارس من أجل إرشاد التلاميذ ومنحهم نصائح وقائية، تربوية وتوجيهية من شأنها حمايتهم من كل أشكال الآفات الاجتماعية أي أن المختص النفسي هو الذي يتوجه إلى الشباب بغرض معرفة مشاكلهم وانشغالاتهم بدلا من ذهاب هؤلاء إلى العيادة الطبية. أما التجرية الثانية فهي عبارة عن تسخير حافلة علاجية نفسية جوارية تختص بالتوجه إلى الأحياء حيث يمكنها الالتقاء بالشباب والتقرب منهم ولا سيما الذين يعانون من مشاكل. والجدير بالذكر أنه تم إدراج التكوين المهني في هذه الحافلة لمساعدة التلاميذ المتسربين من المدارس على القيام بتربصات مهنية تسمح لهم بالاندماج في المجتمع وإثبات وجودهم، هذا بالإضافة إلى جهاز دعم تشغيل الشباب، حيث بوسع الراغبين في الحصول على عمل الاستفادة من كل التسهيلات التي تضمن لهم الإستقرار الاقتصادي والاجتماعي. هذان المشروعان، حسب ما أفاد به رئيس جمعية رعاية الشباب، مرتبطان بالمركز الوقائي والعلاج النفسي المتواجد بالمحمدية، كما سيكون الشباب على موعد مع الافتتاح الرسمي لمدة ثلاثة أيام من الشهر القادم أي من 3 إلى 5 أكتوبر بساحة البريد المركزي، وهي عملية ستعرف مشاركة الخلايا الجوارية الخاصة بحماية الأحداث الموجودة على مستوى أقسام الشرطة بالإضافة إلى 1000 مربٍ ومربية منخرطين في الجمعية، حيث ستتمركز في العاصمة لمدة 6 أشهر ثم تنتقل إلى ولايات أخرى من الوطن وتعمم على 48 ولاية بعد ذلك. وبخصوص تجربة تحضير ''التيزانة'' المساعدة على العلاج النفسي وإيقاف التدخين، أضاف نفس المتحدث أنه على مستوى المركز الوقائي بالمحمدية يوجد أطباء منذ 5 سنوات وهم يفكرون في هذه ''التيزانة'' المتكونة من 12 عشبة تقوم بمحاربة عشبة واحدة خاصة بصناعة السجائر، كما أنها تساهم في تهدئة الأعصاب، تصفي الدم، تنظم الشهية والنوم، ولأنها موجهة للشباب بكثرة ووظيفتها الوقوف ضد المشاكل الاجتماعية التي يواجهونها، فقد أطلق عليها اسم ''آنتيك'' وهو مصطلح شائع بين الشباب بكثرة، وقد حققت نتائج جيدة. وهناك إقبال كبير من طرف الجزائريين حيث يمكن لأي كان أن يشربها وهي توزع في المقاهي، كما أن سعرها يعتبر معقولا ويقدر ب 200 دج وهو ثمن علبة سجائر أو كمية من المخدرات. وفي إطار حملاته التحسيسية أيضا، قام عبد الكريم عبيدات، رئيس المجلس الوطني لجمعيات رعاية الشباب، هذه السنة، بإصدار كتاب جديد بعنوان ''المخدرات.. الوحش الذي يهدد العالم''، يتضمن عدة تدخلات خاصة بآفة المخدرات من خلال التعريف بها وأسباب تناولها وكيفية التعامل مع الشخص المدمن على المخدرات وآثارها السلبية وغيرها من النقاط التي تهدف في مجملها إلى إعطاء الصورة الحقيقية عن هذا السم ،وجعل الشباب أكثر وعيا بالخطر الذي يتترصد بهم في حال اقتربوا منه.