ينتظر أن يحل الرئيس الفنزويلي هوغو رفاييل شافيز فرياس بالجزائر خلال الأيام القريبة القادمة ضمن جولة بدأها الأسبوع الماضي تشمل أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بغية تعزيز علاقات بلاده مع هذه البلدان. وأفادت وسائل إعلام فنزويلية أن حلول شافيز في الجزائر يأتي في إطار الجولة التي قادته إلى عديد الدول التي تربطها علاقات قوية مع كركاس، وبمعنى آخر تلك التي لها نظرة تتقارب مع نظرة أكبر نظام معاد لواشنطن في أمريكا اللاتينية بعد كوبا. وبدأ الرئيس الفنزويلي زيارته نهاية الأسبوع الماضي إلى روسيا أكبر ممول لبلاده بالسلاح، ثم عرج على جارتيها بيلاروسيا وأوكرانيا، وحل أمس الإثنين بإيران أكبر الدول خلافا مع واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، لينزل الأربعاء المقبل ضيفا على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لا تختلف علاقات بلاده مع أمريكا كثيرا عما هي بين هذه الأخيرة وطهران، ليختتم هذه الجولة بعدها بزيارة كل من الجزائر وليبيا والبرتغال. وإن لم تشر وسائل الإعلام الفنزويلية إلى موعد حلول شافيز بالجزائر إلا أنه متوقع أن تكون نهاية الأسبوع الحالي أو بعده مباشرة بما أن زيارته إلى دمشق قد تنتهي الخميس إن دامت يومين. ويعد نزول شافيز في الجزائر خامس زيارة له مع بلد يتقاسم مع بلاده عدة رؤى بخصوص عديد القضايا الدولية، وذلك بعد الزيارات التي كان قد قام بها في أوت 2000 وأكتوبر 2001 ثم في ماي ,2006 وكانت آخرها في سبتمبر .2009 وقد شكل قدوم شافيز إلى الجزائر دائما فرصة له للتباحث مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول سبل إنعاش العلاقات بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي والرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين. ويجمع الجزائر وكركاس العديد من اتفاقات التعاون ولكن تبقى المبادلات التجارية رغم ذلك - حسب تقديرات مسؤولي البلدين - دون المستوى المطلوب بين البلدين التي تربطهما علاقات صداقة وتعاون وتشاور تقليدية ممتازة، فبلد شافيز يعد الشريك 24 للجزائر خارج إطار المحروقات، وحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية في 2002 لم تتجاوز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات العشر التي سبقت هذا العام ال 30 مليون دولار. ونصب البلدان بداية عام 2002 اللجنة المختلطة الجزائرية الفنزويلية التي كلفت بوضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك، كما تم تحيين اتفاق التعاون الموقع بين البلدين 1985 ليصبح يتماشى مع التطورات والإصلاحات في البلدين. وفي أكتوبر من عام ,2007 وقع البلدان خلال أشغال اللجنة الثنائية المشتركة سبع اتفاقيات تعاون بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات المحروقات والتعليم والصناعة والاتصالات والثقافة والإعلام، حيث وقعت شركة ''سوناطراك'' مع نظيرتها الفنزويلية ''بي دي في إس إيه'' اتفاقية للتنقيب عن وإنتاج النفط في كلا البلدين. واتفق البلدان وقتها على أن يقوم معهد البترول الجزائري بتأهيل 400 طالب فنزويلي، وستكون مدة الدورة الدراسية عشرة شهور، وهو اقتراح كانت قد تقدمت به الجزائر أثناء زيارة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إليها في ماي .2006 وبخصوص هذه العلاقات، أعرب السفير الفنزويلي لدى الجزائر ميشال موخيكا - خلال ندوة صحفية له عقدها أوت الماضي - عن أمله في أن تكون الأيام القادمة فرصة لإقلاع التعاون الذي يجمع البلدان، مشيرا إلى أن كركاس تأمل في تسريع التعاون التجاري والاستثمارات مع الجزائر، خاصة وأن بلاده تمتلك أكبر احتياطي من البترول في العالم، مذكرا في هذا الإطار بالوقفة التي اعتبرها ''تاريخية'' للجزائر بين العامين 2002 و 2003 حين أرسلت خبراء في مجال البتروكيمياء من مؤسسة سوناطراك من أجل تسيير المركبات البترولية، إثر محاولة الانقلاب التي تعرض لها نظام شافيز بتخطيط أمريكي. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر وفنزويلا يتقاسمان بعض المواقف الدولية، لاسيما بخصوص تسوية أزمة الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا للوائح الشرعية الدولية، ومعالجة الوضع في العراق وكذا بخصوص تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.