تساءل الروائي المبدع واسيني لعرج نهاية الأسبوع الفارط عن سبب خوف الجزائريين من التاريخ، سؤال حرك الشهية الروائية لواسيني لاعرج الذي اختار في تجربته الجديدة الإبحار في رحلة إبداعية نحو إحدى البيوت الأندلسية في الجزائر والتي تأسف لزوالها من الوجود بفعل الاستعمار، لتكون رواية ''البيت الأندلسي'' من بين أحدث العناوين التي ستقدم وتوقع ضمن الدورة الخامسة عشرة للصالون الدولي للكتاب والتي ستنطلق فعالياته نهاية الأسبوع الجاري. قدم الروائي وخلال نزوله ضيفا على فضاء ''الرواية في ضيافة المسرح'' المنظم في إطار البرنامج الأدبي لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح، قراءات مقتضبة لروايته الجديدة بحضور نخبة من المبدعين الجزائريين والعرب الذين أبوا إلا مشاركة واسيني لعرج حميمية اللحظة التي رفعت لروح فقيد الرواية الجزائرية ''الطاهر وطار''، حيث تحولت قاعة حاج عمر الساكنة إلى فضاء واسع للبوح وتلاقح الهواجس الروائية لنخبة من أهم الأسماء الإبداعية الروائية العربية التي التقت للحديث عن نتوءات التجربة ومفاصل السؤال الإبداعي، على غرار اللبنانية علوية صبح والعراقي صموئيل شمعون والتونسي حسونة المصباحي الذين اتفقوا مع صاحب رواية الأمير أن للأمكنة تاريخ يتجاوز التاريخ الرسمي غير المهم والذي ولا يبقى في الذاكرة لأنه ملتبس سياسيا. وفي هذا السياق تناول الروائي واسيني لعرج جديده الإبداعي الموسوم ''البيت الأندلسي'' وقال إن التاريخ الذي يكتبه المؤرخون لا يهمه لأنه ملتبس سياسيا بل المهم هو ما تكتنزه ذاكرة المكان، ودعا الباحثين في منجز الروائي الإسباني الشهير سرفانتاس الابتعاد عن تناول الجانب الديني له خلال مرحلة أسره 5 سنوات بالجزائر والذهاب نحو تشريح الدور الذي لعبته مدينة الجزائر بكل قيمها الإنسانية والجمالية في إبداعه وتحول رؤيته الجاهزة عن المدينة التي سماها عش القراصنة إلى قيم إيجابية وظفها في رواياته لاحقا، وبعد أن قدم أهم تفاصيل روايته الجديدة وشخوصها أكد واسيني لعرج أن التاريخ المهم هو الذي يكتبه الروائي والحداثة مرتبطة بالجذور والهوية. تدور الرواية حول محاولة طبقة جديدة غريبة طفت على المجتمع الجزائري تشبه المافيا تحتال وتنصب وتريد الاستيلاء على بيت أندلسي عريق وسط العاصمة وتهديمه لتباع قطعة الأرض إلى شركة أجنبية ليحول إلى برج من 100 طابق، متجاهلة قيمته التاريخية خاصة أن صاحبه الأول بناه ليسكنه وحبيبته لكن القدر فرقهما ليبقى وفيا لها طيلة حياته، لكن شخصا واحدا من الورثة وهو شخصية ''مراد باسطا '' يرفض البيع لكن رغم صراعه يفشل ويعده أصحاب المكان الجدد أن يحمل المبنى اسم ''برج الأندلس'' أكثر من 90 بالمئة من بيوت العاصمة ذات الطراز الأندلسي تم تدميرها. ومن جهتها أشارت الروائية اللبنانية علوية صبح أن روايتها ''حكايا مريم'' ليست سيرة ذاتية بل هي اختزال لدمار الحرب ودروبه الموجعة وترجمة سردية لتلك الهواجس التي ضلت حبيسة الروح المتعبة من الدمار الذي طال الوطن أيضا، وأشارت أنه من خلال شخوص روايتها أرادت فهم لحظة الموت وجدوى الحرب والكتابة عندها تواصل مع الحياة.