أرجع رئيس حركة مجتمع السلم فشل مساعي الصلح التي تمت بينه وبين جماعة مناصرة التي انشقت عن الحزب، لتفضيل هؤلاء المنشقين حسبه الحصول على مواقع قيادية متقدمة في الحركة على رأب الصدع الذي حصل وقبولهم بالبقاء في المراكز التي كانوا فيها. وقال أبو جرة في حديث لموقع قناة الجزيرة القطرية، إن السبب في فشل المساعي الداخلية والخارجية في التوفيق بين الطرفين هو أن ''الذين انشقوا كانوا قيادات في يوم ما، ومن المعروف أن القيادي إذا انشق يصعب أن يعود إلى حزبه إلا إذا وجد الموقع المتقدم جدا، وهذه المواقع تمنحها الهيئات والمؤتمرات ومؤسسات الحركة، ولا يمنحها رئيس الحركة ولا أي شخص آخر. ورغم حالة الانشقاق التي مست حركة الراحل محفوظ نحناح ، أكد سلطاني أن تشكيلته السياسية تجاوزت أزمتها الداخلية التي اعتبرها مجرد ''خلاف تنظيمي''، رغم انسحاب نحو 40 من قادتها وكوادرها البارزين، وتشكيلهم ''حركة الدعوة والتغيير'' التي لم تحصل حتى اليوم على الاعتماد من وزارة الداخلية والجماعات المحلية . وبيّن سلطاني إن الهيئات المسؤولة في حركته قررت السماح بعودة المنشقين إلى الحزب بثلاثة شروط تشمل حل كيانهم الجديد، والعودة بشكل فردي والالتزام مستقبلا بالعمل والإصلاح من خلال مؤسسات الحركة وليس من خارجها، مشيرا إلى أن بعضهم عاد إلى كنف الحركة، وبعضهم لا يزال خارجها. وحول تبعات هذه الأزمة على وزن حمس في الساحة السياسية الجزائرية ، أوضح أبو جرة أن الانتخابات النيابية والمحلية عام ,2010 هي الكفيلة وحدها بمعرفة ما إذا كانت الحركة ما زالت تحتفظ برصيدها أم أنها تراجعت عن موقعها السابق. وحول حالة الانشقاق التي طالت مست جميع الأحزاب الإسلامية في الجزائر، قال إن هذه الحالة ليست وضعية صحية، ولن تخدم المشروع الإسلامي الكبير الذي من المفترض أن يساهم في إصلاح حال الأمة، مشيرا إلى أن التنازع والخلاف بين هذه الأحزاب سيؤدي إلى زهد الناس ورغبتهم عن الإسلاميين، خصوصا حينما يلاحظون أن التنازع والصراع ليس ''حول برامج وأفكار ورؤى بقدر ما هو تنازع حول قضايا تنظيمية، وهو ما يمثل خسارة كبيرة. ورغم تأكيده على حصول حزبه على إيجابيات من التحالف، أقر بان هذه المشاركة كانت لها أثار سلبية تتمثل في نظرة الناس إلى الإسلاميين المشاركين في السلطة، ''وهي نظرة مليئة بمعاني الطهر والصفاء، ولا تسمح لهم بارتكاب أخطاء أو تجاوزات مهما كانت بسيطة''، معتبرا في هذا الإطار -على حد قوله - أن الناس يحاسبون ممثلي حمس في الحكومة حسابا عسيرا على الأخطاء البسيطة، في حين لا يتحدث أحد عن الأخطاء أو التجاوزات التي تصدر من نظرائهم في الأغلبية الحاكمة، مهما كانت كبيرة. وفي موضوع آخر، أكد رئيس حركة مجتمع السلم أن الجزائر تخلصت بشكل نهائي من ظواهر ''العنف والإرهاب'' واستخدام السلاح، وأنها تقوم حاليا بطي صفحة هذه الظواهر بشكل نهائي.