أضر المزيد من الإضرابات بحركة النقل في السكك الحديدية والمطارات بفرنسا لكن الاحتجاجات الأوسع نطاقا حول خطط لرفع سن التقاعد بدت وكأنها في مراحلها الأخيرة بعد أن أقر البرلمان تشريع إصلاح نظام التقاعد. وخفضت الرحلات من وإلى المطارات الفرنسية ما بين 30 و50 في المئة نتيجة إضراب العاملين في أبراج المراقبة ليوم واحد; كما أن إضرابا مستمرا منذ فترة لعمال السكك الحديدية أدى إلى تقليص الخدمة إلى النصف لكنه سبب مشاكل أقل للخطوط فائقة السرعة مقارنة بوقت سابق. ورفض الرئيس نيكولا ساركوزي التراجع عن موقفه عندما شنت النقابات العمالية موجة تلو الأخرى من الإضرابات والتجمعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الشهرين المنصرمين بسبب خطة الإصلاح. وكان أمس الجمعة اليوم السابع من الاحتجاجات التي دعت إليها النقابات على خطط رفع سن التقاعد من 60 عاما إلى 62 عاما منها ستة احتجاجات وقعت منذ مستهل سبتمبر أيلول عدا يوم واحد من الاحتجاجات. وقال جان كلود رئيس اتحاد القوة العمالية ''فورس اوفريير'' إن مشروع إصلاح معاشات التقاعد لم يوقع بعد لكنه أقر بأن حركة الاحتجاجات بدأت تفقد بعضا من زخمها السابق. وقال للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي ''سيترك هذا جروحا غائرة'' وأقر بأن حركة الاحتجاجات بدأت تبدي ''تراجعا محدودا''. وربما يكون إضراب آخر منفصل مستمر منذ شهر في ميناء فو لافيرا قرب مدينة مارسيليا بجنوب البلاد الآن محور التركيز الرئيسي للحكومة. ويتسبب هذا الإضراب في نضوب الكثير من المصافي الفرنسية من النفط الخام حتى بعد أن وافق العمال في عدد منها على استئناف العمل بعد أسابيع من الإضراب. ويقول ساركوزي إن التشريع الذي يهدف لرفع الحد الأدنى لسن التقاعد حيوي للحد من العجز المتزايد في معاشات التقاعد وضمان بقاء فرنسا في مستوى متقدم في التصنيف الائتماني والسماح لفرنسا بتسديد ديونها بأقل الأسعار المتاحة في السوق. وحصل مشروع القانون على آخر موافقة في البرلمان الأربعاء. وما زال يتعين أن يقره المجلس الدستوري حيث ربما تؤدي محاولة في اللحظة الأخيرة من المعارضة الاشتراكية لعرقلته عدة أيام لكن ليس من المتوقع أن يرفضه المجلس. وتحسنت أحوال محطات الوقود بعد أن فكت الحكومة الحصار عن مستودعات الوقود وزادت من الواردات.