أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس الاثنين رفض بلاده دعوة إسرائيل إلى توجيه تهديد عسكري ''جدي'' إلى إيران لضمان عدم حيازتها أسلحة نووية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' عن غيتس قوله ''لست موافقا على أن التهديد العسكري الجدي وحده سيقنع إيران بالقيام بالخطوات المطلوبة منها لوضع حد لبرنامجها للأسلحة النووية''. وأضاف غيتس في مؤتمر صحفي عقده في ملبورن الاسترالية ''العقوبات ضد إيران تحدث تأثيرا وان الولاياتالمتحدة مازالت مقتنعة بأن العمل غير العسكري يمكن أن يضغط عليها كي توقف برنامجها النووي''. وتابع ''إننا مستعدون لعمل ما هو ضروري. ولكن في هذه المرحلة مازلنا نعتقد أن الأسلوب السياسي والاقتصادي الذي نتخذه له تأثير في حقيقة الأمر في إيران''. وشدد غيتس على أن كل الخيارات مازالت مطروحة، قائلا ''الرئيس قال مرارا إنه عندما يتعلق الامر بايران فإن كل الخيارات مطروحة ونفعل ما نحتاج الى فعله لضمان توفر هذه الخيارات لديه''. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طالب خلال لقائه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مدينة نيو اورليانز الولاياتالمتحدة بتوجيه تهديد عسكري ''جدي'' الى ايران لوقف برنامجها النووي. وقال مسؤول إسرائيلي كبير، طلب عدم كشف اسمه، إن نتنياهو قال لبايدن إن ''الوسيلة الوحيدة لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية هي من خلال توجيه تهديد ذي صدقية بالقيام بتحرك عسكري ضدها اذا لم توقف سعيها لحيازة قنبلة نووية''. وصرح المتحدث باسم نتنياهو مارك ريجيف ان رئيس الوزراء يؤيد الاستمرار في فرض عقوبات على إيران، لكنه أشار إلى ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط عليها. ونقل ريجيف عن نتنياهو قوله لبايدن إن ''العقوبات مهمة، أنها تزيد الضغط على إيران، لكن لم يسجل حتى الآن اي تغيير في سلوك إيران ومن الضروري تشديد الضغوط الدولية'' عليها. ويرى نتنياهو أن ''العقوبات الاقتصادية تصعب الأمور على إيران ولكن لا توجد إشارة على أن نظام آية الله خامنئي يخطط لوقف برنامجه النووي بسبب هذه العقوبات'' حسب المصدر. ويأتي رفض غيتس بعد يوم من تأكيد السيناتور الجمهوري ليندساي جراهام أن نجاح أي ضربة عسكرية أمريكية على إيران يجب ألا تقتصر على المنشآت النووية ولكن على المنظومة العسكرية للجمهورية الإسلامية. وقال ليندساي جراهام رئيس لجنة الخدمات المسلحة وعضو لجنة الأمن الداخلي ''أي ضربة عسكرية أمريكية لإيران لشل برنامجها النووي يجب أن تقضي على القوة العسكرية أيضا''. وحدد السناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية الرؤية لهذه الحرب المحتملة على إيران بالقول ''إنها لا تهدف فقط الى القضاء على برنامجها النووي بل أيضا إغراق سفنها الحربية وتدمير سلاح جوها وتسديد ضربة قاصمة لحرس الثورة، وبتعبير آخر، القضاء على خطر هذا النظام''. وأضاف خلال مشاركته في المنتدى الثاني حول الأمن الدولي في مدينة هاليفاكس الكندية ''في حال قرر الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعتماد الصلابة مع ايران في ما هو ابعد من العقوبات، اعتقد انه سيلمس الكثير من الدعم من جانب الجمهوريين لاننا لا نستطيع السماح لايران بتطوير سلاح نووي''. وتابع ''اخر ما تريده أمريكا هو نزاع عسكري آخر، لكن آخر ما يحتاجه العالم هي إيران مسلحة نوويا''، مشددا على ان ''فكرة احتواء إيران لم تعد على الطاولة''.