أرجع مربو الدجاج ارتفاع أسعار البيض غير المسبوق قبل وبعد حلول شهر رمضان إلى تراجع أعداد وكميات الدجاج المخصص لإنتاج البيض في الأشهر الأخيرة، حيث عمد المربون الى تربية دجاج الذبح المخصص للاستهلاك تزامنا مع تعاظم الطلب على اللحوم البيضاء طيلة شهر الصيام، بعد أن تخطت أسعار اللحوم الحمراء الطازجة والمجمدة مستويات جديدة فاقت 600 دينار. وأضاف المتحدثون ممن التقتهم ''الحوار'' على مستوى ولايات العاصمة وبومرداس والبليدة وتيبازة أن الارتفاع في أسعار البيض ليس بالمفاجئ أو المؤقت، لأنه يرتبط بعوامل أخرى تتعلق أساسا بالزيادات التي تشهدها أسعار الأغذية والدواجن والتسمين التي بلغت 3500 دينار للقنطار الواحد، نتيجة تأخر الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي في تقديم الدعم الذي أقرته الحكومة لمادتي العلف والشعير. وأوضح جملة من الفلاحين المربين أن تربية الدجاج المخصص للبيض بات يثقل كاهلهم نظرا للاستهلاك المفرط لمختلف الأغذية، مقارنة بالدجاج الموجه للاستهلاك، بالإضافة إلى الاستعمال المكثف للأدوية البيطرية وما يكلف ذلك طيلة فترة حياتها المقدرة بأربعة أشهر مقابل 45 يوما للدجاج المخصص للاستهلاك. ووصلت أسعار مادة البيض في الأيام الأولى من شهر الصيام 12 دينارا للبيضة الواحدة في المحلات وأسواق التجزئة، حيث قدر ثمن طبق يحوي 30 حبة بيض ب300 دينار في بعض المناطق من الوطن، في حين تراوح سعره عند بائعي الجملة بين 250 دينار و270 دينار بزيادة قدرها 60 دينارا في ظرف 3 أسابيع فقط. وأكد تجار الجملة بمنطقة التجارة الحرة للمواد الغذائية، بن عجال بودواو، والسمار بجسر قسنطينة أن مبيعات البيض تراجعت بنسبة 40 بالمائة جراء الارتفاع الرهيب لأسعاره، والتي تجاوزت 10 دينار أحيانا لدى مربي الدجاج الخواص، مشيرين إلى أن الأسعار بدأت في الارتفاع تدريجيا منذ 3 أسابيع، مما جعل تجار التجزئة يقللون من حجم الكميات المطلوبة بسبب عزوف المواطنين عن شرائها، وتناقص معدل الاستهلاك في هذه الفترة بذات. ويرى بعض التجار في نفس السياق تفاقم أزمة سوق البيض في الأسابيع الأخيرة من الشهر المعظم، نتيجة ارتفاع الطلب في هذه الفترة المصاحبة لإعداد حلويات العيد، بالإضافة الى عودة منحى الاستهلاك القديم لهذه المادة، من قبل المواطنين ومحلات الأكل السريع والمطاعم.