بعث العضو القيادي والنائب عن حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني في مقابلة أجرتها معه ''الحوار''، بعث بمجموعة من الرسائل الموجهة إلى الشعب الجزائري ودوائر السلطة السياسية في الجزائر، وأيضا إلى مجموع النخب والطبقة السياسية والمجتمع المدني، محملا الشعب الجزائري مسؤولية الوقوف المتحد لحماية التراب الوطني الذي دفع من أجله ملايين الشهداء، ومحذرا كذلك بأن الرباط ما تزال تتجرأ وبشكل استفزازي على المطالبة بأجزاء من التراب الوطني الجزائري، بالإضافة لإرساله لرسالة أخرى إلى العالمين العربي والإسلامي عقب المناظرة التي جمعته مع النائب المغربي نور الدين قربال على قناة المستقلة التي تبث من العاصمة البريطانية لندن. وفي هذا الصدد دعا المتحدث الساسة الجزائريين وصناع القرار إلى ضرورة وضع أجندة خاصة ترتكز على البعد الإعلامي في مخاطبة العالم بأسره، مشيرا أن الاعتماد على بعض البيانات التي تقدمها نشرة الثامنة لم يعد كافيا، كما دعا الرجل إلى ضرورة مخاطبة الرأي العربي والإسلامي بالحقائق في ظل فبركة المغرب للحقائق وتزويره إياها، كما طالب باستغلال الموقف الأوروبي، وتحريك الجامعة العربية والمؤسسات السياسية الأخرى لكشف الحقائق والجرائم المغربية.وكان النائب عن حركة الإصلاح الوطني قد زار ''الحوار''، وقدم رأيه حول التطورات الأخيرة التي تشهدها القضية الصحراوية، مذكرا بالزيارة التي قادت الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جمال بن عبد السلام والوفد المرافق له للسفارة الصحراوية ولقائهم بالسفير الصحراوي لدى الجزائر السيد إبراهيم غالي، حيث جددت الحركة موقف الدائم ومساندتها في هذا الظرف الحساس لقضية ونصرة شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب. وعاد النائب عن حركة الإصلاح الوطني للحديث عن المناظرة التي جمعته قبل أيام في العاصمة البريطانية لندن مع النائب المغربي، حول موضوع فتح الحدود بين البلدين، حيث انطلق من 3 نقاط اعتبرها إستراتيجية، لهذا اللقاء الذي دافع فيه السيد غويني عن مصالح الجزائر. واستهل الرجل مداخلته بالحديث عن الإستراتيجية الإعلامية للتعامل مع هذا الملف في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر هجمة شرسة من طرف القصر العلوي والمخزن، مؤكدا أنها تهدف إلى توجيه الرأي العام العربي، ومن أجل إدخالها في صراع مباشر مع المغرب كما تريد الرباط، وهو تزوير للحقائق والواقع، باعتبار أن الجزائر هي المعتدى عليها منذ سنوات الاستقلال سواء ضمن الاعتداء المغربي في العام 1963 أو بالرجوع إلى حادثة قرصنة طائرة وفد الآفلان التاريخي من طرف السلطات الفرنسية بالتعاون مع القصر المغربي. بالإضافة للدور السلبي الذي مارسته الرباط في سنوات الأزمة الجزائرية، وتحميلها وبمختلف الذرائع بأنها من تقف وراء تفجيرات مراكش وأنها السبب في غلق الحدود البرية. وزاد النائب غويني على ذلك الأخطاء الدبلوماسية للحكومة المغربية التي تريد في كل مرة القفز على كل المشاكل من أجل فتح الحدود التي تحاول الرباط حصرها في المشكل المغربي-الصحراوي. ولذلك-يؤكد الرجل- أن الجزائر مدعوة لوضع إستراتيجية إعلامية قوية تستهدف المواطن العربي لتبيان حقيقة الأمور، وللرد على الادعاءات المغربية التي تهدف لتشويه صورة الجزائر، متسائلا عن كم الوسائل الذي تستخدمه الجزائر لمخاطبة الخارج وكم من قناة لدينا لمجابهة ما يمتلكه المغرب في الظرف الحاليومن الإعلام، ينتقل النائب فيلالي غويني إلى الإستراتيجية أو الركيزة الثانية ليبعث رسالة إلى الرأي العام الوطني، الذي حمله مسؤولية الدفاع عن شرف ومقدسات الأمة وفي أولها التراب الوطني من مطامع المخزن المغربي، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يجب أن يقتصر على بعض الأحزاب السياسية فقط. ويأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه النائب المغربي نور الدين قربال أن المغرب ما تزال له أطماع في الجزائر ولاسيما في منطقتي بشار وتندوف المتاخمتين للحدود المغربية، مشددا على أن هذا يدل على تجذر الأفكار الاستعمارية في ضمائر المغاربة وهي أفكار مازلت حية في الذات المغربية، وهو الشيء الذي أكد أنه على الجزائريين أن يعوها جيدا، مبرزا أن الجزائر يجب أن تبقى تتعامل مع جار يعمل كل ما في وسعه لتجسيد أطماعه التوسعية. ولذلك يضيف النائب أن الجزائيين مطالبين بخطوة تجاه كل ما يحبك، لاسيما وأن المغرب لم يصادق على اتفاقية الحدود إلى اليوم، ومنذ عقود وهو يطالب دائما بفتح الحدود متجاهلا الأسباب التي أدت إلى غلقها.ولذلك يختم المتحدث أنه من الصعب الحديث عن فتح الحدود في ظل هذا الواقع وعدم إقراره بالعيوب الدبلوماسية. وفيما يخص الإستراتيجية الثالثة أو الركيزة الأخيرة الخاصة بمخاطبة العرب والمسلمين في العالم، دعا النائب إلى العناية بهذا الملف جيدا، بعيدا عن التأثير والتوجيه المغربي الذي لطالما زور الحقائق، فهم حسبه يطالعون حيثيات الموضوع من خلال وسائل الإعلام المقربة من المغرب في بعض الأحيان أو تلك التي لا تولي الاهتمام اللازم للقضية، ولذلك أوجب العناية بهذه المسألة سيما وأن حق المعرفة واجب على الشعوب أن تدرك أن الشعب الصحراوي هو شعب عربي أصيل يريد أن يعيش في كنف الحرية والمساواة، وهو شعب مسلم ولم ولن يخرج عن دائرة الإسلام. جدير ذكره أن النائب فيلالي غويني سيطير مع الوفد المرافق اليوم الأحد إلى الأراضي المحررة الصحراوية من أجل مشاركة النواب الصحراويين احتفالاتهم المخلدة لذكرى تأسيس المجلس الوطني الصحراوي-البرلمان-.