بين جدران باردة ويدي سجان لا يعترف إلا بقوانين همجية وضعها من سبقوه لتطبيقها على أجساد ناعمة لأسيرات فلسطينيات، لا تزال الغرف المظلمة في سجون الاحتلال شاهدة على فظائع المحتل كما لا تزال أجسادهن الغضة دفاتر يرسم عليها أعتى الجلادين نقوشا لا تزول لحقدهم وطغيانهم الذي استمر وسط صمم وعمى أصاب منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تتشدق يوميا بمبادئ لا تعدو أن تكون مجرد شعارات جاهزة للاستهلاك السريع. قدمت المحامية السورية ديمة موسى اسكندراني شهادتها حول وضع المرأة الفلسطينية الأسيرة في المعتقلات الصهيونية، من خلال تسليطها الضوء على معاناة هذه الشريحة في سجون المحتل التي يمارس فيها أعتى أنواع التعذيب على أجساد نساء كان ذنبهن الوحيد أنهن آمن بقوة بنبل قضيتهن ودافعن عنها دون كلل أن ملل. وأشارت الأستاذة اسكندراني إلى أن المرأة الفلسطينية تعرضت عبر عقود من الزمن للكثير من الجرائم والانتهاكات الصهيونية ما بين أسر وتعذيب واعتقال ومحاولات لا تنتهي من التشويه النفسي والجسدي لزعزعة كرامتها الإنسانية وصمودها الذي هو الداعم الأساسي للوجود الفلسطيني على ارض المعركة بكل أشكاله. نساء في مواجهة الظلم ورغم قلة المصادر التي وثقت أعداد النساء الأسيرات فإن المعلومات الأولية تشير إلى أنه دخل المعتقل منذ بداية الاحتلال ما يقارب 10الاف امرأة فلسطينية وشهدت أكبر حملة اعتقال للنساء الفلسطينيات الفترتان ما بين -1968-1976، وقد تعرضت الأسيرات للكثير من حملات التنكيل والتعذيب أثناء الاعتقال وقد تعرضت الكثير منهن للضرب والضغط النفسي والتهديد بالاغتصاب وقد سجل تاريخ الحركة النسوية الأسيرة مواقف أسطورية عجز الرجال عنها كما حصل في 1996عندما رفضت الأسيرات الإفراج المجزأ عنهن، ليتم بعد سنة من هذا التاريخ الإفراج التام. براء ونور ولدا من رحم المعاناة يبلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات حاليا عشر أسيرات يتواجدن في سجن النساء بالرملة وفي مراكز التوقيف في ظروف صعبة، حيث تم وضعهن في قسم السجينات الجنائيات، حيث استغلت ادراة السجن عددهن القليل لوضعهن في زنزانات انفرادية لزيادة تعذيبهن. وقد نقلت المحامية شهادات حية لأسيرات فلسطينيات بينت فظاعة الاستعمار ودناءة أساليب التحقيق التي تحط من كرامة الإنسان وقد كشف الشهادة أن العديد من الأسيرات وضعن حملهن داخل السجن. ومن بين الأطفال الذين ولدوا لأمهات أسيرات ''براء'' و''نور'' طفلان لم يعرفا بعد من الدنيا سوى أوجه السجانين بعد أن تركت أمهاتهن ليلدن بمفردهن دون أدنى مساعدة طبية تذكر، وهو نفس مصير عشرات الأطفال الفلسطينيين الذين ولدوا وترعرعوا بين جدران سجون الاحتلال أمام أنظار العالم والمنظمات المدافعة عن حقوق الطفل التي لم تستطع مد يد العون لهذه الشريحة، كما لم تستطع أن تخرج عشرات الأطفال والمراهقين المعتقلين في سجون المحتل الذين اعتقلوا لأسباب واهية او لأنهم حملو حجرا بين أيدهم في طريقهم الى المدرسة ومثال ذلك عشرات الآلاف من الاطفال الذين حرموا من طفولتهم ودخلوا عالم الكبار من بوابة سجن المحتل منه فتيات لم يتجاوز سنهن السادسة عشرة يقضين فترات سجن تتجاوز العشر سنين. كما تقضي الأسيرات الفلسطينيات عقوبات متفاوتة بين السجن والمؤبد واقلها 10سنوات، وهو وضع يستدعي تنبيه العالم الى خطورة أوضاع المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال التي سرقت وطنهن وشبابهن.