أكد وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك أن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جمعت بين جبهة البوليساريو والمغرب لم تحقق أي تقدم، بسبب التعنت المغربي الذي تراجع عما كان قد وعد به في وقت سابق. وأوضح ولد السالك خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمنتدى المجاهد بالجزائر العاصمة، أن المفاوضات التي جرت في 18 ديسمبر الماضي بمنهاست الأمريكية لم تحقق أي تقدم يصب في خانة تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، مبيّنا أن المغرب وضع العديد من العوائق والعراقيل لعدم إحراز أي خطوة إلى الأمام تحسب لمفاوضات الطرفين. وفي وصفه للطريقة التي يحضر بها الوفد المغربي المفاوضات، قال رئيس الدبلوماسية الصحراوية ''المغرب يفاوض دون أن يفاوض''، مذكرا أن الرباط قد وعد في الجولات السابقة أن يكون المقترح الصحراوي المتعلق بتقرير المصير، وكذا مقترحه للحكم الذاتي في جدول أعمال جولة 18 ديسمبر، إلا أن الرباط لم تف بوعدها كالعادة ووضعت شروطا مسبقة لهذه المفاوضات ولم ترد التحدث إلا عن مقترح الحكم الذاتي. وبيّن ولد السالك أن وفد المغرب لم يفاوض في العمق، مشيرا إلى أن البوليساريو اقترحت على الطرف الآخر تحديدا مسبقا للالتزامات والاتفاقيات التي يمكن للجانيين الاتفاق عليها قبل إجراء الاستفتاء على الاقتراحات الثلاثة المتمثلة في الاستقلال أو الحكم الذاتي أو الاندماج مع الاحتلال المغربي. وفي هذا الإطار، دعا الوزير الصحراوي مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التحرك وإجبار الرباط إلى الامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس قد داس منذ مجيئه على الاتفاقيات التي وقعها أبوه الراحل الحسن الثاني. وأوضح ولد السالك أن جبهة البوليساريو لازالت متمسكة بالمفاوضات كحل لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، إلا أن الموقف المغربي الرافض للخضوع للشرعية الدولية قد يدفع بالصحراويين إلى رفع السلاح من جديد، مضيفا أن العديد من القوى الدولية الهامة تريد تفادي العودة إلى الحرب، ''وهي تجد آذانا صاغية لدى الصحراويين''، إلا أن '' الوضع قد طال وخيرات الصحراويين تتعرض للنهب''، يضيف المتحدث. وفي رده على برقية تداولتها وكالتا الأنباء الفرنسية والمغربية تزعم إدانة العدالة الموريتانية لقيادي في البوليساريو بالسجن بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية ولشبكة مخدرات، دحض ولد السالك هذه الادعاءات وأكد أنه لا علاقة لجبهة البوليساريو بذلك، بل هي تنبذ الإرهاب والمتاجرة بالمخدرات والبشر، مشيرا إلى أن الاحتلال المغربي يحاول ربط أي شخص يحمل اسمه كلمة الصحراوي بالصحراء الغربية حتى ولو كان في شمال التشاد. وتساءل الوزير من يريد للمنطقة أن تبقى في حالة عدم الاستقرار برفضه تطبيق قرارات الشرعية الدولية، مذكرا أن المغرب قد بدأ منذ ثلاث سنوات أو أكثر بإنشاء معهد دراسات استراتيجي تابع له في أمريكا يعمل على نشر تقارير دعاية تزعم وجود الإرهاب في الصحراء الغربية.