نددت الجمعية الوطنية للزوايا على لسان عبد القادر ياسين العضو القيادي فيها بما يحصل في الجزائر مما أسماه بالفساد واستغلال الشباب الذي قال إنه لم يعرف معنى العشرية السوداء. وقال إن هناك ''أياد خفية تقف وراء هذه الاحتجاجات وتستغل الشباب الجزائري، مشيرا إلى أن هذا الشباب الذي خرج اليوم لم يحضر للعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر فعليه أن يحافظ على أمن واستقرار الجزائر وليس على زعزعتها''. وأشار ممثل الجمعية الوطنية للزوايا في تصريح ل ''الحوار'' إلى أن ''النقائص لا يمكن معالجتها بهذه الطريقة''. وحول سؤال متعلق عن ما أسماه بالأطراف الخفية التي تلعب اليوم ورقتها أكد محدثنا أن ''الذي لا يندد بهذه الأعمال ولا يدعو للتعقل هو مساند لها''. واستبعد المتحدث أن تقف وراء هذه الاحتجاجات أطراف خارجية، مؤكدا أنها أعمال شباب طائش لا علاقة له في الوقت الراهن، حسبه ، بتدخل خارجي. وقال إن الجمعية الوطنية للزوايا تقف وقفة رجل واحد ضد المظاهرات ''الهمجية'' التي تسببت في خسائر كبيرة في الأملاك العمومية والخاصة ، موضحا أن ''هناك طرقا سلمية يجب اتباعها خاصة يقول عبد القادر ياسين وأننا نشهد أن إداراتنا مفتوحة''. ودعا ممثل الجمعية الوطنية للزوايا الشباب الذين نزلوا للشارع للاحتجاج على غلاء المعيشة والظروف الاجتماعية من خلال الحرق والتهديم إلى ''الكف عن تلك السلوكات التي -- كما قال-- لا علاقة لها لا بالعقل ولا بالدين''. وفي نفس الإطار قال عبد الحليم قابة أستاذ بكلية العلوم الإسلامية ومن مشاهير الدعاة بالجزائر ل ''الحوار'' '' أن الدين شرع حقا الإقرار بالمطالبة بالحقوق وإنكار الفساد ''، ولكن، حسبه ، ليس بالطريقة الفوضوية التي انتهجها الشباب الجزائري. وقال الشيخ أبو عبد السلام أول أمس أن ما يحصل اليوم هو ''ظلم وعدوان فالذي يخرب ويفسد ممتلكات الغير فهذه ليست الطريقة التي نطالب فيها بحقوقنا فهناك مظاهرات سلمية وغيرها من الأمور التي تستخدم في مثل هذه المواقف''. وقال محمد مكركب إمام مسجد حيدرة في العاصمة ''ننبّه الناس للتعاون على الخير وعدم السكوت على أفعال التكسير والهدم التي لا تمت بصلة إلى الدين''. وخاطب أئمة المساجد الجمعة الماضي المصلين في صلاة الجمعة داعين إلى نبذ ''مظاهر العنف البعيدة عن روح الإسلام''. وقال أحد أئمة العاصمة '' لا تعتبرون من يسقط شهيدا، فالشهيد لا يخرب وإنما يدافع عن قضية ما، ضد عدو وليس بالتكسير والسرقة والنهب'' . وفي هذا الإطار قد دعا كل أئمة المساجد إلى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء المغالطات التي تدفع تهور الشباب إلى ارتكاب أعمال منافية للدين. وأكدوا أن تهديم الممتلكات بأي حجة أو ذريعة أعمال يحرمها الإسلام'' وأبرز أئمة آخرون حرمة الإنسان المسلم وممتلكاته داعين إلى ''الحفاظ على مكاسب الوطن عوض إتلافها وتهديمها''.