باشر معتقلو سجن غوانتانامو الأمريكي الذين يوجد بينهم ستة جزائريين ، في مظاهرات تندد ببقاء هذا المعتقل مفتوحا بالرغم من تعهد الرئيس الأمريكي بغلقه قبل نهاية عام 2009 . وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن احد محامي المعتقلين في غوانتانامو أن سجناء في المعتقل الأمريكي يتظاهرون سلميا كل يوم للاحتجاج على بقاء السجن مفتوحا على الرغم من الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل عامين بإغلاق السجن. وقالت المتحدثة باسم المعتقل الأمريكي تامسين ريز أن ''التظاهرات السلمية لمعتقلين ليست نادرة''. وقال مركز الحقوق الدستورية في بيان نقلا عن رمزي قاسم محامي عدد من المعتقلين إن ''معظم المعتقلين في المعسكرين الخامس والسادس يحتجون على اعتقالهم اللامحدود باعتصامات ولافتات. ونقل المحامي عن سعيد عبد الهادي احد موكليه أن السجناء ينظمون اعتصامات ويرفضون العودة إلى زنزاناتهم للنوم فيها ليلا، وهم يمضون الليل والجزء الأكبر من النهار في أماكن مشتركة، وقال هذا المعتقل ''نأمل أن يصغي الحراس والعسكريون وممثلو الصليب الأحمر وأعضاء الكونغرس والصحافيون لصرختنا للحرية''. وأوضح المركز سالف الذكر نقلا عن هذا المعتقل أن السجناء يرفعون لافتات كتب عليها ''أين العدالة؟'' و''أين حقوقنا؟''، في حين زعمت الناطقة باسم السجن ''حاليا ليست هناك أي تظاهرة احتجاجا على ظروف الاعتقال والاحتجاجات تقتصر على المعسكر رقم 6 حيث وضع المعتقلون الأكثر هدوءا''. وزادت بالقول إن ''الاحتجاجات تتخذ عدة أشكال إذ أن بعض المعتقلين يرفضون دخول الباحات المخصصة للاستراحة وآخرين يرفضون العودة إلى زنزاناتهم ليلا وهناك معتقلون يرفضون إغلاق أبواب زنزاناتهم''، نافية في الوقت ذاته وجود لافتات، أو أن تكون هذه التحركات مرتبطة بالحركة الاحتجاجية الشعبية التي يشهدها العالم العربي حاليا. ونقل المحامي قاسم عن معتقل طلب عدم كشف هويته قوله إن ''أشغال بناء تجري حتى الآن في المعتقل ونشعر إننا سنبقى هنا إلى الأبد''،مضيفا أن شعارات كتبت على الجدران بينها ''لا يمكننا إبقاءنا مسجونين لإعمال ارتكبها آخرون في الخارج. أطلقوا سراحنا''. ولا يزال في سجن شبه الجزيرة الكوبية أكثر من خمسة جزائريين، فقد سبق لرئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان مصطفي فاروق قسنطيني أن بين شهر ديسمبر الماضي ، انه على حد المعلومات المتوفرة لديه لم يبق سوى سبعة جزائريين في المعتقل الأمريكي، مبينا أن إطلاق سراحهم يبقى صعبا بعد أن لم يستطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوفاء بوعده المتعلق بغلق هذا المعتقل نتيجة الضغوط التي يتعرض لها. وأعلنت الجزائر في السادس من جانفي الجاري أنها تسلمت مواطنا جزائريا تم ترحيله من معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا دون أن تذكر اسمه ، ويتعلق الأمر بسعيد فرحي الذي كان يرفض ترحيله إلى بلاده بحجة إمكانية تعرضه للتعذيب، ما يعني أن عدد الجزائريين الباقين هناك يبلغ ستة معتقلين . وفي 11 جانفي الجاري، رفض القضاء الأمريكي الإفراج عن الجزائري عبد الرزاق علي الذي يقبع في المعتقل الأمريكي الشهير غوانتانامو منذ ثمانية أعوام، مرجعا عدم إطلاق سراحه لان الأسباب التي سجن بسببها مبررة . وأفادت تقارير إعلامية أن القاضي الفدرالي اريتشارد ليون رفض طلب علي عبد الرازق بدعوى أنّ ''الحكومة الأمريكية لديها أدلة كافية تظهر أنه كان عضوًا بمجموعة أبي زبيدة وتشير إلى مكان اعتقاله وإلى يوميات لصديق مقرّب لأبي زبيدة جاء فيها أنه كان في موقع ما بأفغانستان وقال ليون في قرار حكم من 15 صفحة تم نشره بمناسبة الذكرى التاسعة لفتح المعتقل الأميركي ''بإيجاز الحكومة قدمت أكثر من دليل موثوق فيه لهذه المحكمة لتخلص إلى أنّ من المرجح أن مقدم الالتماس هو بالفعل عضو في قوة أبي زبيدة''، مضيفا ''إن علي الذي يقول الآن: إن اسمه سعيد بخوش كان قد اعترف عندما استجوب للمرة الأولى أنه ذهب إلى أفغانستان للقتال في الجهاد ضد الولاياتالمتحدة والقوات المتحالفة معها. وفاق عدد المعتقلين الجزائريين الذين أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو 20 شخصا من بين 27 معتقلا جزائريا في غونتنامو، فضل بعضهم الإقامة في دول غير الجزائر. وأحيل المعتقلون الجزائريون الذين أطلق سراحهم إلى المحاكمة ووجهت لهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، وقد تم تبرئة جميعهم من طرف العدالة الجزائرية، عدا معتقل مفرج عنه يدعى بشير غلاب حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ. ويوجد معتقل جزائري واحد من بين الباقين قيد الاتهام من جانب المحكمة الأمريكية بممارسة الإرهاب إلا أنه لم تتم محاكمته بعد. وفتح المعتقل في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا في 11 جانفي 2002 لإيواء سجناء ''الحرب على الإرهاب'' الذين اعتقلوا في إعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة،ويضم المعتقل اليوم 173 سجينا. وقد وعد اوباما بإغلاق السجن في موعد أقصاه العاشر جانفي 2010 ، لكنه تخلى عن هذا المشروع بسبب عراقيل وضعها الكونغرس..