لم ترد لا في كتاب مقدس، ولم ينزل بها ملاك طاهر يربط اتصالات بين أهالي السماء بأهالي الأرض، وإنما هي خرجة من خرجات الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي، حيث لم يضبط إيمانه أمام الحبر الأعظم بندكت السادس عشر، أثناء زيارته لبلاد الجن والملائكة ليؤكد لضيفه أنه عرف الإنجيل ونهل منه بالجزائر. لاندري إن كان الرئيس الفرنسي في كامل قواه الإيمانية أم هو الحنين إلى الاتحاد من أجل المتوسط و''الألدورادو'' المفقود، فبدا كبطل الرسوم المتحركة ''ببيرو'' وهو يعبر بكل صدق وشوق عن إيمانه الذي اكتشفه في جبل الأوراس بالجزائر، كما لا ندري ما الداعي إلى إقحام بلد له سيادة في خطاب إيماني خارجي لا تربطنا به صلة. الأكيد أن الرئيس الفرنسي لا يتوانى في التعبير عن حبه لبلد المليون ونصف المليون شهيد، وهم يطردون من حملوا الإنجيل بيد والبندقية باليد الأخرى، بعد أن عاثوا في الأرض فساد، تماما كما فعل أجداده غير الطبيعيين وهم ينادون ''اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس'' لتحيا الجمهورية والأخوة والعدالة والمساواة بدعم قمح جزائر الدايات لها طبعا، هذا من جهة. ومن جانب آخر على إخواننا الذين يقاسموننا الدين والوطن أن يعتبروا من خرجة ساركوزي هذه، ويغيروا من مواقعهم، وأقصد بالتحديد هؤلاء الذين يحملون المطريات في الجزائر العاصمة بناء على تنبؤات الأرصاد الجوية بخصوص الحالة في باريس وما جاورها، ويؤمّنوا على دعوة ساركوزي ويحولوا نظراتهم كما حولها هو، وجعل منها مهدا لنور الإيمان المسيحي، ولا نطلب منهم سوى حمل مطارياتهم إثر نشرات الشيخ فرحات فقط وهو يتلو توقعاته بخصوص حالة الطقس في المحروسة.