ساند نائب الوزير الأول السيد نور الدين زرهوني في تصريح خاص ل ''الحوار'' مطلب تغيير صور نقود الجزائر الحالية، وشدد الرجل أن للجزائر شهداء يعدون بأكثر من مليون ونصف ورجالات فكر وعلم وحتى الآلاف من المناظر الطبيعية المحمية والمصنفة دوليا في سجل اليونسكو والتي يمكن أن تبرز بها تاريخ ومآثر البلاد، وحتى وإن اعترف الرجل بأن الدافع لصك النقود بصور الحيوانات كان راجعا للمناقصات التي أجراها البنك المركزي، إلا أن الرجل شدد أن الجزائر قد تجاوزت الحجج التي يتبناها البعض في أن إسقاط صور الشهداء كان بداعي القضاء على الجهوية وإثارة النعرات. وجاءت تصريحات السيد نائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني ل ''الحوار'' أثناء مغادرته لمقر المجلس الشعبي الوطني، عقب حضوره مع الطاقم الحكومي مراسيم اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، وقد سألناه عن رأيه في الحديث المثار حول ضرورة إعادة صور شهداء الثورة من عدمه، لاسيما مع كشف وزير المجاهدين السيد شريف عباس في تصريحات سابقة أنه كان قد قدم طلبا للسلطات العليا في البلاد من أجل إعادة صور الشهداء ومآثر الثورة الجزائرية، لاسيما مع التشكيك في عدد الشهداء. وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية الأسبق إنه يساند كل من يدعو إلى إعادة صور الشهداء، بل ذهب بعيدا في القول ''إن لدينا الملايين ممن ضحوا بداية من العام 1830 إلى العام 1962 والذين لا يمكن حصرهم في شهداء ثورة نوفمبر ,1954 كما أن لدينا علماء أجلاء ومناظر طبيعية منها ما هو محفوظ ومحمي من المنظمات العالمية كاليونسكو، والتي تشير إلى عظمة تاريخ بلدنا''. ولم ينس المتحدث الذي عايش سنوات الثورة التحريرية والتي انتسب فيها لوزارة التسليح والمواصلات العامة'' المالغ'' وهو أول جهاز للاستعلامات الجزائرية، والذي سبق أيضا وأن قاد جهاز الأمن العسكري خلفا للراحل قاصدي مرباح بين سنتي 1980 و1981 الرد على المزاعم التي تثبت أن نزع صورة الشهداء كان لتحاشي وتجنب الدخول في صراعات جهوية على أحقية هذا الشهيد على آخر لأنهم كلهم قد أدوا واجبهم وأكثر. ورد الرجل بالقول ''أعتقد أن بلادنا قد تجاوزت هذه المسائل فنحن في القرن ال 21 ونتطلع لمعارك البناء ونبحث عمن يمكن له أن يضيف شيئا للبلاد في تطوير الاقتصاد والزراعة وتنمية البلاد، وحماية أمنها الشامل وصيانة هذا الاستقلال الذي نجح في منحه هؤلاء للأجيال الحالية''. جدير ذكره أن ''الحوار'' كانت قد سألت وزير المجاهدين السيد شريف عباس حول هذه المسألة، حيث كشف أنه قد قدم اقتراحا للسلطات العليا في البلاد من أجل تغيير الرسوم الموضوعة على النقود الجزائرية وتحويل صور الحيوانات إلى صور لشهداء الثورة التحريرية، مفيدا أن طلبه ما يزال ينتظر الموافقة، موضحا أن من عمدوا إلى تغيير الصور السابقة للعملة الجزائرية في مطلع التسعينات كانوا يريدون الخروج من تخصيص فئة من رموز الثورة والمقاومة على وجوه أخرى. وقال الوزير في حديثه ل ''الحوار'' ''لقد قدمت هذا الطلب منذ مدة ونحن بانتظار رد من أعلى السلطات الرسمية في البلاد''، مفيدا أن هذا سيعطي مكانة أكثر للشهداء ورمز الثورة التحريرية، في وقت كثرة الإساءة من الداخل والخارج إلى مقدسات الأمة، وفي ظرف وصل فيه الحد إلى التشكيك في عدد الشهداء وهو الأمر غير المقبول. وحتى وإن اتفق وزير المجاهدين في أن الدافع الأساسي لتغيير صورة الأمير عبد القادر في مطلع تسعينات القرن الماضي، هو الترفع عن حصر المقاومة والثورة الجزائرية سواء الشعبية التي ظهرت عقب دخول الاستعمار في ,1830 ووصولا إلى رموز الثورة التحريرية المعاصرة والتي نجحت في استقلال الجزائر، حيث أن كثير من النقاشات التي اعتبرها غير مجدية حول أسبقية هذا عن هذا أو أهمية هذه الشخصية عن الأخرى، ولذلك ارتأى البعض وضع صور لحيوانات لها علاقة بالجزائر. لكن الوزير محمد شريف عباس وعد أن العودة لوضع صور شهداء ثورات الجزائر سيكون قريبا، وهذا من الحقب الغابرة إلى سنوات ثورة نوفمبر المجيدة. جدير ذكره أن المحافظ الأسبق لبنك الجزائر السيد عبد الرحمان حاج ناصر قد أكد في تصريحات إعلامية قبل سنوات ''أن استبدال صورة الأمير عبد القادر التي كانت مصكوكة على الأوراق النقدية السابقة، بصور لحيوانات مصكوكة في الأوراق النقدية المتداولة حاليا، انبنى على أساس بعد تاريخي، يؤكد على أن الدولة الجزائر ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ''. ودافع الرجل الذي شغل منصب محافظ بنك الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 1989 وجويلية , 1992 ''على نزع صورة الأمير عبد القادر من الأوراق النقدية الجزائرية لأنها كانت تعطي الانطباع بأن تاريخ البلاد يظهر وكأنه بدأ منذ غزو فرنسا للدولة الجزائرية في سنة .''1830 وذكر حاج ناصر، أن فكرة استبدال صورة الأمير عبد القادر بصور حيوانات، مثل الفيل والغزال والفرس والحصان، والصقر والأسد والجاموس، هي حيوانات كانت تعيش في الجزائر، منها من انقرض ومنها من ما زال يعيش بها على غرار الصقر والحصان، والغزال، كان بغرض التأكيد على أن تاريخ الجزائر ضارب بأعماقه في القرون والعصور الغابرة. وشدد المحافظ الأسبق لبنك الجزائر، ''أن فكرة استبدال تغيير شكل ومواصفات الأوراق النقدية السابقة، طرحها المسؤولون على القسم التقني في بنك الجزائر، حيث تم استبدال صورة الأمير عبد القادر بصور حيوانات، لتفادي الدخول في جدل حول الهوية، كانت البلاد في غنى عنه''.