في جلسة اقشعرت لها الأبدان جرت محاكمة الطالب (ع. محمد الطاهر) 23 سنة الذي قتل زميلته بجامعة هواري بومدين بباب الزوار بحجة أنها كانت تطارده وتسعى للزواج منه بالقوة، حيث قضت في حقه محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بعقوبة السجن المؤبد لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. وقائع القضية تعود إلى 5 سبتمبر 2006 عندما أخبرت مصالح مستشفى سليم زميرلي عن وفاة الضحية (ق.منال) وهي طالبة بجامعة باب الزوار قسم تكنولوجيا، متأثرة بجراحها بعد الطعنات التي تلقتها من المتهم وهو زميلها في نفس الجامعة، والذي تم توقيفه من قبل مصالح أمن الجامعة بعد قيامه بالفعل الذي استهدف زميلته وكذا زميله الذي حاول إنقاذ الضحية ونجا من الموت بأعجوبة، المتهم وعند استجوابه من قبل مصالح الضبطية القضائية صرح أنه قام بالفعل بعد التخطيط له طيلة الصيف، وحاول ذلك في 2 سبتمبر ,2006 إلا أن الضحية يومها لم تكن متواجدة بالجامعة فعاود الكرّة يوم 5 سبتمبر والتي حقق خلالها مراده، وعن سبب ارتكابه للجريمة أوضح أن الضحية كانت تطارده وتحاول فرض نفسها عليه، وكانت تطلب منه أن يتزوجها بالقوة، وهي نفس الأقوال التي صرح بها أمام قاضي التحقيق وأمام هيئة محكمة الجنايات، إلا أن ماصرح به الشهود كان منافيا تماما لأقواله، فالصديقة المقربة للضحية والتي كانت متواجدة معها يوم الحادث صرحت أن المرحومة لم تكن على علاقة بالمتهم لأنها كانت مخطوبة لشاب اسمه رضا، وهو ما أكد عليه والد الضحية، وذكرت أنها يوم الحادث توجهت مع الضحية إلى الجامعة لإجراء امتحان، لكنه تأجل بسبب الإضراب، فخرجتا، وبينما هما في ساحة الجامعة فاجأهما المتهم من الخلف وطعن الضحية من الظهر سقطت بعدها أرضا ليستمر في طعنها على مستوى القلب والرئتين، وتدخل بعد ذلك الزملاء لإنقاذها فيما وقف الكثير منهم مذهولين أمام المشهد الشنيع، فأقدم مرة أخرى على طعن الطالب (س. مهدي) الذي حاول إنقاذ الضحية والذي سبب له جروحا خفيفة على مستوى البطن. الضحية نقلت على جناح السرعة إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش أين لفظت آخر أنفاسها في غرفة العمليات، حيث أكد والدها أنه تحدث معها قبل وفاتها بلحظات أين صرحت له أن زميلا لها طعنها بدون أي سبب، وعن علاقتها بالمتهم صرحت صديقتها أنها لم تكن على علاقة به مثلما ادعى، وذكرت أن الضحية أخبرتها أن المتهم تقدم منها وطلب عفوها لأنه سبب لها مشكلا مع الأستاذ، وأبدت هذه الأخيرة استغرابها لأنه لم يكن هناك مشكل أصلا. والد المتهم أكد أن ابنه مصاب بأمراض نفسية، وقدم للمحكمة شهادة طبية تثبت ذلك، وصرح أنه لاحظ عليه تغيرا في المزاج والطباع قبل الحادثة بحوالي 5 أشهر. النيابة العامة التمست في حقه المؤبد وردت على أقوال الوالد بأن الخبرة الطبية قد أثبتت أن المتهم يوم الحادث كان في كامل قواه العقلية، كما استندت إلى شهادة أعوان أمن الجامعة الذين أكدوا أن المتهم كان هادئا يوم الحادث، وبعد المداولات القانونية قضت محكمة الجنايات بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد.