يظهر أن الاقتراب من ولادة ''كارتل'' الغاز الجديد قد أصبح أمر وقت في القريب العاجل لا غير، ففي الوقت الذي كانا قد زار الجزائر في وقت سابق كل من هيغو شافيز رئيس فنزويلا والرجل القوي في روسيا على مدى العشرين سنة الماضية ورئيس الوزراء الروسي الحالي فلاديمير بوتين حيث بحث كلاهما المسألة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فقد أعلن تشافيز في خطوة جديدة ومهمة أن فنزويلا وروسيا تبحثان مسألة إنشاء كونسورتيوم للنفط والغاز بمشاركة شركة ''غازبروم'' الروسية وشركة النفط الفنزويلية الوطنية، مشيرا إلى أن بلدانا عديدة قد وافقت على الفكرة الروسية الفنزويلية ومنها الجزائر. وقال تشافيز في أثناء مباحثاته مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف في مدينة أورينبورغ قبل يومين في حديث نقلته وكالات الأنباء العالمية، قال إنه ستظهر مشاريع مهمة مشتركة بين البلدين، بما في ذلك تأسيس بنك روسي فنزويلي مشترك، وإنشاء كونسورتيوم للنفط والغاز بين شركة ''غازبروم'' وشركة "Petroleos de Venzuela". وأعاد تشافيز إلى الأذهان زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي أيغور سيتشين ووزير الطاقة سيرغي شماتكو الى كاراكاس قبل أسبوعين حيث بحثت آنذاك جميع المسائل المتعلقة بهذين المشروعين. ومن جانبه أعلن ميدفيديف أنه سيوقع ونظيره الفنزويلي عددا من وثائق التعاون المهمة في المجالين الاقتصادي والعسكري. وكانت إيران نجاد قد شددت على ضرورة تكتل البلدان التي تحوز على مخزون الغاز في سياق المبادرة التي طرحت بتشكيل أوبيب غاز. وقال نجاد بمناسبة زيارته الأخيرة إلى الجزائر ''إن الصناعات النفطية في إيران عمرها 100 سنة، ونحن حريصون على التعامل مع الجزائر أكثر من البلدان الأخرى، نظرا لتطابق وجهات نظر البلدين في العديد من القضايا الدولية، الإقليمية والإسلامية''. ومعروف أيضا الانتعاش القائم حاليا بين العلاقات السياسية الدبلوماسية والاقتصادية التي تربط كلا من طهران -كركاس-الجزائر -وموسكو، لاسيما وأنهما يرتبطان مع بعضهما باتفاق استراتيجي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو الأثر الذي بات جد واضح مع الطلعات التي أجرتها الطائرات النفاثة الروسية فوق الجو والإقليم البحري لكركاس قبل أيام، والذي أنذر بحالة طوارئ في واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية. وبالرغم من هذه الخطوات السريعة، فان بعض المراقبين يضعون في الحسبان أن الجزائر تحاول فرض الاتزان في سياستها ومنح ثقة أكثر لزبائنها، خصوصا من شمال المتوسط، حيث أعلن قبل أيام على بدء الشطر البحري الذي سيوصل أنبوب ميدغاز الذي سينقل الغاز الجزائري لكافة الدول الأروبية قصد التزود بالغاز.