خلفية أوباما السابقة وقصة نجاحه التي جعلت منه قصة نجاح أميركية تمثل مصدرا للأمل بالنسبة للكثيرين، خاصة مع حرصه على رسم صورته لدى الرأي العام الأميركي بشكل يؤكد الفكرة السابقة. فهو يحرص على تقديم نفسه كسياسي يمثل الأميركي العادي، حيث نشأ وسط شوارع شيكاغو الفقيرة وقصة دفاعه ووقوفه جنبا لجنب مع الأفارقة الأمريكيين. من جهة أخرى أكد أنه لا يخضع لقيود جماعات اللوبي بواشنطن، ويترفع عن الخلافات السياسية، ويسعى لقيادة أميركا إلى مستقبل أكثر إشراقا وإيجابية. بعيدا عن تعصبات الأقاليم وبوشيات السابق والأسبق، وقد ساعد أوباما على ذلك قدراته وطريقته الأدبية التي تنبع من قدراته اللغوية والخطابية العالية، مما دفع بالعديد من الكتاب والصحفيين الأميركيين إلى مقارنته ببعض أكثر الشخصيات العامة الأميركية تاريخيا. أوباما الذي زاد لمعانا في عيون المسلمين والعرب الأميركيين وكثر الحديث عن خطابه أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي قدمه إلى أميركا، إذ انتقد ما تعرض له العرب الأميركيون من تمييز في أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يقول أوباما ''لو تعرضت أسرة عربية أميركية للاعتقال بدون إعطائها الحق في توكيل محام للدفاع عنها أو بدون الخضوع للسير الطبيعي للعملية القانونية، فإن ذلك يهدد حرياتي المدنية''. ضف إلى ذلك خلفية أوباما الأفريقية وجذوره المسلمة وانتماؤه للأقلية الأفريقية الأميركية، وتدينه ومعارضته لحرب العراق ومطالبته بسياسة أميركية أكثر احتراما للحقوق المدنية في الداخل وأكثر تواضعا في الخارج.. و.. و.. وصعود نجم أوباما السريع في السياسية الأميركية أيضا من أهم العوامل التي جعلته قائدا سياسيا أكثر جاذبية في عيون العديد من المسلمين والعرب الأميركيين، والجماهير الأميركية الأخرى، التي قد تستقبل صدمة أخرى كما كان الحال مع كلينتون الذي ظنه العرب مخلصهم من الهيمنة الأمريكية .. هل فعلا ما يراه المسلمون أمر قد يجدي نفعا ويمحي ما فعلته اليد الصليبية البوشية التي ما تركت ولا أبقت. نحن في النهاية وبعيدا عن التنبؤ الغيبي المتشائم كمن يقف خلف الخبز ومن خلفه المشروبات الكحولية، وقد كتب عليها هذا من فضل ربي، ويحدثك عن زبانية العبيد وهو يعني السود باحتقار واضح. بعض هؤلاء السود هم من أوصلوا أوباما إلى مجلس شيوخ الولاية ومن ثم مجلس الشيوخ الأمريكي، ولو كان كصاحب الابتدائية والذي يذكر المؤنث ويؤنث المذكر ويحكم مهد العروبة، لأكثر من ثلاثين عاما لما قبلوا به بوابا على الكونجرس. وأخاف أن أقول أن مأساتنا عميقة وعظيمة وأخاف أكثر لما أشعر أننا كقطيع غنم أينما اتجه به الراعي اتجه ..... فيا يا عرباه ويا إسلاماه..!!!!!!