طالبت جمعيات تدني نشطة بفرنسا حكومة باريس باتخاذ الشجاعة اللازمة والكشف على الحقائق المغيبة التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين بتاريخ 17 أكتوبر من عام 1961 ، وكذا الاعتراف الرسمي بالجريمة الشنعاء التي اقترفتها في حق المهاجرين الجزائريين العزل في ذلك اليوم معلنة في الوقت ذاته بتنظيم تجمع احتجاجي يوم الجمعة القادم المصادف للذكرى السابعة والأربعين لهده الأحداث بجسر سان ميشال بباريس بالمكان الذي تم منه رمي الجزائريين في نهر السين. و أفاد الموقع الالكتروني لتجمع '' بلاسياو'' المهتم بشؤون المهاجرين في فرنسا أن هذا الأخير قد دعا جميع النقابات الفرنسية و خلال تنظيمه لمعرض للسيارات الجمعة الماضي بباريس للتضامن مع جميع ضحايا 17 أكتوبر 1961 ،و العمل على كشف الحقيقة التي لازالت السلطات الفرنسية تتهرب منها رغم مرور 47 عاما من هده الأحداث الأليمة ،حيث اعتبر هذا التجمع في بيان له أن ما قام به الأمن الفرنسي بقيادة محافظ شرطة باريس آن ذاك المجرم موريس بابون هو فعل متطرفين وحشيين ، نظرا لأن الجزائريين الذين خرجوا إلى الشارع يومها لم يطالبوا إلا بحقهم في المساواة وفي تقرير المصير. وقال التنظيم ذاته أن فرنسا تبقى لحد اليوم تخونها الشجاعة للتحدث بموضوعية عما اقترفته خلال فترتها الاستعمارية ، وبالخصوص ما تعلق منه بماضيها المخزي في الجزائر، داعية المؤرخين النزهاء إلى ضرورة عملهم على الاطلاع على السجلات التي تخفي الحقائق التاريخية التي تدين دولة الاليزيه ، التي تظل حسب محرري هذا البيان- لم تتخلص من نظرتها الدونية إلى دول شمال إفريقيا ، فهي التي سنت في 23 فيفري 2005 قانون العار الذي يمجد الاستعمار بالشمال الإفريقي ويعتبره ايجابيا. وفي الساق ذاته وفي لائحة مطالب رفعتها هده الجمعية دعت السلطات الفرنسية إلى الاعتراف الرسمي بالجريمة التي ارتكبتها حكومتها في 17 و 18 أكتوبر 1961 ،وكذا إلى تمكين المؤرخين حتى المواطنين العاديين من حرية الوصول إلى كل المحفوظات التاريخية قصد تطوير البحث التاريخي حول القضايا المتعلقة بالوجود الفرنسي في الجزائر . وينتظر أن تشارك في التجمع الذي سيقام بجسر سان ميشال أكثر من 15 منظمة من بينها جمعيات مدنية وأحزاب ، منها الحزب الشيوعي، وحزب الخضر ، وجمعية 17 أكتوبر ضد النسيان ، ورابطة دول شمال أفريقيا في فرنسا، و حركة مناهضة العنصرية وتوطيد الصداقة بين الشعوب،ورابطة حقوق الإنسان الفرنسية ، إضافة إلى جمعيا أخرى.