تواصلت فعاليات الصالون الجزائري- الألماني حول البيئة في طبعته الأولى على مدار ثلاثة أيام، لتختتم اليوم بمشاركة أكثر من 70 عارض جزائري وألماني مختص في مجال البيئة. ويهدف الصالون الذي انطلقت فعالياته أول أمس بفندق الشيراتون والمنظم من قبل الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للشراكة ''جي تي زاد'' وتحت رعاية وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة. إلى التعريف بدور المؤسسات الألمانية المتواجدة بالجزائر والمختصة في مختلف مجالات البيئة لا سيما في ميدان معالجة المياه الملوثة وتسيير مختلف النفايات والطاقات المتجددة وتفعيل الطاقة، كما يعدّ فرصة لإعطاء دفع جديد للشراكة الاقتصادية القائمة والسعي لدفع التعاون بين البلدين وإضفاء قيمة مضافة عليه ومواجهة تحديات البيئة. وفي مساحة تقارب 1000 متر مربع، عملت أكثر من 40 مؤسسة ألمانية وما يزيد عن 30 مؤسسة وطنية متخصصة في البيئة على عرض منتوجاتها وخدماتها المرتبطة بالبيئة، ونجد منهم الرائدين عالميا في مختلف الميادين التكنولوجية البيئية، مما يمكّن المؤسسات الجزائرية من اكتساب الخبرة التي هم بحاجة إليها من خلال إقامة علاقات شراكة. يشار في هذا الجانب إلى أن بعض المؤسسات الألمانية المشاركة بالصالون كانت قد أقامت مشاريع في الجزائر متعلقة بالبيئة كالأنشطة المتعلقة بالمياه المستعملة، تسيير النفايات والطاقات المتجددة. ونظم على هامش هذا الصالون لقاءات علمية بمشاركة خبراء ومختصين في مجالات البيئة والاقتصاد والسياسة بغرض تبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات المتعلقة بالبيئة، كما يعد هذا اللقاء العلمي أيضا فرصة لتبادل الخبرات والتجارب ولتعزيز ودعم التعاون والشراكة في ميدان تحويل التكنولوجيا لاسيما في مجال البيئة. وخلال إشرافه على افتتاح هذا الصالون رفقة سفير الجمهورية الفيدرالية الألمانية بالجزائر جوهانيس ويستيرهوف بحضور ممثلي مختلف الجهات المعنية من البلدين وخبراء ومختصين، أكد وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة شريف رحماني استعداد الجزائر لوضع كل الإمكانيات المالية الضرورية لتحسين نوعية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن دعم الشراكة والاستثمار وتحقيق نوعية جيدة في البيئة يستدعيان تخصيص إمكانيات مالية هامة لذلك. وبخصوص الطاقات المتجددة، ألح الوزير على وجوب الاهتمام بهذا الموضوع بالذات داعيا كل القطاعات المعنية إلى التكفل به بتنسيق الجهود والمشاريع فيما بينها، مبرزا أهمية دعم الشراكة والتعاون مع ألمانيا للاستفادة من تجاربها في مجال تسيير واستغلال الطاقات المتجددة. من جهته أكد المدير العام للغرفة الجزائرية- الألمانية للتجارة والصناعة أندرياس هيرقين روتيرس على أهمية دعم الشراكة الجزائرية الألمانية لاسيما في المجالين الاقتصادي والبيئي، وذكر في هذا الصدد بالاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات الألمانية للاستثمار في الجزائر خاصة في ميدان البيئة، معتبرا بلاده الرائدة على المستوى الدولي والجزائر مدعوة إلى التكيف مع المعايير المعمول بها دوليا. أما مديرة مكتب الجزائر للوكالة الألمانية للتعاون ''جي تي زاد'' روزلير اوريكي فقد استعرضت المبادرات التي تقوم بها مؤسستها لفائدة الجزائر وكذا لدول منطقة المغرب العربي لاسيما في مجال البيئة ومعالجة المياه، وذكرت المديرة أن من بين أهداف الوكالة تحقيق استمرارية للمشاريع التنموية على المدى البعيد مشيرة إلى المشاريع التي سطرتها لفائدة الجزائر لاسيما في مجال تسيير مختلف النفايات خاصة المنزلية منها وتجميل المحيط البيئي للمدن وتصفية المياه. وذكرت بأن الحكومة الألمانية قد خصصت في إطار التعاون 25 مليون أورو لتحقيق مشاريع موجهة للبيئة والمياه في الجزائر لمدة تتراوح ما بين 5 و6 سنوات، في حين تم تخصيص ما يقارب 4 ملايين أورو لتجسيد المشاريع البيئة الموجهة لمنطقة المغرب العربي ''الجزائرتونس والمغرب'' حسب نفس المتحدثة. أما سفير الجمهورية الفيدرالية الألمانية بالجزائر جوهانيس ويستيرهوف فقد أكد من ناحيته استعداد بلده لتدعيم الجزائر في تجسيد سياستها البيئية ملحا على وجوب ترقية البحث العلمي وأساسا في مجال الطاقات المتجددة، وأشار السفير إلى انه لا يمكن مواجهة كل التحديات التنموية إلا بإدراج مجال البيئة.