قال وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة إن الجميع يعترف بأن ما يقدمه التلفزيون الجزائري حاليا لا يواكب مشاريع التنمية والتطوير التي تعرفها الجزائر في شتى المجالات، كاشفا في الوقت ذاته عن مفاوضات سرية تجريها المؤسسة ذاتها مع راديو وتلفزيون العرب ''ارتي'' لاقتناء عدد من مباريات كاس العالم لعام 2010 رغم المبالغ الضخمة التي تطرحها هذه المؤسسة. وأقر المسؤول الأول عن قطاع الاتصال في الجزائر بان ما تقدمه مؤسسة التلفزيون لا يسير بالخطى نفسها التي تعرفها البلاد في مجال التنمية، لذلك فهو يتلقى انتقادات لاذعة من أطراف عدة، إلا أن بوكرزازة، ورغم هذه الانتقادات قال إن التلفزيون يؤدي ما عليه وزيادة إذا نظرنا إلى دفتر الشروط والأعباء الذي يسيره، مشيرا إلى أن مصالحه قد وضعت برنامجا هو في عملية نضجه النهائية لإخراج التلفزيون من هذه البوتقة، وذلك من خلال إنشاء مجمع تلفزيوني يضم مجموعة من القنوات الموضوعاتية سواء قناة للرياضة والشباب أو للدين والمعرفة أو الاقتصاد أو ناطقة بالامازيغية، مذكرا في الإطار ذاته بتحويل القناة الثالثة إلى محطة إخبارية والمحطات الجهوية إلى قنوات تلفزيونية منفصلة عن بعضها البعض. وفي السياق ذاته، بين بوكزازة أن إنشاء المجمع التلفزيوني سيرفق بآخر إذاعي، موضحا أن هذه المجمعات ستكون القنوات التي تكونها متمتعة بحرية المبادرة واستقلالية كبيرة في التسيير، إلا أن ذلك سيكون مشروطا أيضا بوضع أهداف مسبقة منها على سبيل المثال قيمة الأموال التي ستجنى من الإشهار بكل قناة، حسبما قال وزير الاتصال الذي أشار إلى أن الهدف من هذه العملية هو الوصول إلى اكبر عدد من المتلقين عن طريق إعلام جواري هادف. وفي السياق ذاته المتعلق بالمجهودات التي تبذلها الدولة في مجال الاتصال، قال بوكرزازة إن رقمنة المؤسسات الإعلامية هو من الضروريات التي تعمل الوزارة على إكمالها في غضون 2012 رغم أن السنة المخصصة لإفريقيا لتحقيق ''الكل رقمي'' محددة في ,2020 مضيفا أن توسيع المنظومة السمعية البصرية من ناحية البث مربوط بإنجاز مركز الموجات القصيرة للبث بسيدي بلعباس في ما يخص الإذاعة، وتوسيع الحزمة الرقمية فيما يتعلق بباقي القطاع السمعي البصري الذي عندها سيحتاج إلى قوانين جديدة، خاصة إن عرفت الجزائر تغييرات أخرى، في إشارة منه إلى فتح المجال أمام الخواص، والذي قال بشأنه إنه يبقى مؤجلا إلى حالة توفر الشروط المناسبة لذلك، موضحا في الوقت ذاته أن مشاركة هؤلاء في مجال الإنتاج التلفزيوني أصبحت معتبرة، نظرا لوجد 4 آلاف وكالة اتصال معتمدة، مضيفا أن هذه الوكالات ستكون المنتج الذي سيزود القنوات الموضوعاتية بكافة البرامج التي تحتاجها. وبخصوص مشكل عدم تمكن مؤسسة التلفزيون من نقل مباريات كرة القدم الهامة خاصة الدولية منها، كشف الوزير أن المؤسسة تقوم حاليا بمفاوضات لشراء عدد من مباريات كاس العالم ل,2010 مبينا أن راديو وتلفزيون العرب ''ارتي'' التي تملك حقوق البث قد طلبت من التلفزيون الجزائري مبلغ 15 مليون اورو لنقل هذا العدد المحدود، إلا أنها قالت إنها ستقوم بمضاعفة هذه القيمة بثلاثين مرة إذا ما تأهل المنتخب الوطني لذلك، وهو الأمر الذي سيجعل التلفزيون غير قادر على تأمين هذا المبلغ، حسبما قال بوكرزازة، الذي يتطلب تدخلا من الدولة، خاصة وأنه ''من حقنا المشروع أن نطمح إلى أن يكون الخضر متواجدين بمونديال جوهانسبورغ''، يضيف الوزير.