تعيش العديد من العائلات المتواجدة بالحي القصديري على ضفاف واد الحميز ببلدية الدارالبيضاء ظروفا مزرية تفتقر لأدنى ضروريات العيش، وما زادهم شقاء هو لامبالاة مسؤولي البلدية الذين ضربوا بمطالبهم وحقوقهم عرض الحائط. أول ما تبادر لأذهاننا عند زيارتنا للمكان أننا بداخل حظيرة للخردوات، ظروف يعجز اللسان عن وصفها، البؤس والفقر باد على وجوه تلك العائلات التي تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة. '' الموت أفضل لنا من هذه المعيشة '' ، '' الهدة '' '' ياكلنا الحوت أو مايكلناش الدود '' عبارات رددها الشباب البطال وأرباب العائلات على مسامعنا أثناء تجولنا بالحي، فحسب شهادات البعض الذين أبوا التصريح عن أسمائهم، فإن البطالة أزمة السكن وغلاء المعيشة من العوامل المساعدة على إنشاء هذه الأوكار القصديرية التي لا تليق حتى أن تكون زريبة للبهائم. زيادة على هذا فإن انعدام شبكات الصرف، وانتشار القمامات بكل أرجاء الحي، زاد من تشوه الوجه العام لهذا الأخير الذي تنعدم به أدنى شروط النظافة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث من الواد جراء النفايات المنزلية الملقاة بداخله خاصة ونحن في موسم الحر الذي يساهم على انتشار الحشرات كالذباب والناموس والجرذان التي تهدد صحتهم خاصة الأطفال منهم. وأضاف سكان الحي أن هذه الحالة أدت إلى إصابة أغلب السكان بالحساسية، الربو، وحتى '' الرمد '' لانعدام النظافة، والتي يعجز أرباب العائلات عن معالجتها لغلاء الأدوية وقلة الموارد المالية بسبب البطالة.وما زاد الطين بلة غياب الماء الشروب والغاز الطبيعي اللذان عززا من تكاثر الانتهازيين بالمنطقة فاستغلوا فقر وعوز السكان وذلك بتزويدهم بقارورات غاز البوتان والماء الشروب قصد إراحتهم من عناء المشقة مقابل قدر معين من المال يدفعه سكان الحي كل شهر لهؤلاء البطالين، وعن الكهرباء فقد اهتدى السكان إلى التزود بها من الأعمدة الكهربائية بصفة غير قانونية وخطيرة على حياة أطفالهم. وأمام هذه الأوضاع يطالب سكان البيوت القصديرية بضفاف واد الحميز السلطات البلدية بترحيلهم إلى شاليهات قصد إراحتهم من معاناتهم اليومية