ما من شك أن للمخيمات علاقة وطيدة بموسم الاصطياف، حيث يظهر بشكل كبير مع كل صيف، ولهذا السبب تقربت '' الحوار '' من أحد المديريات المسؤولة عن تنصيب هذه المخيمات على مستوى ولاية الجزائر، وذلك للاطلاع عن الفئات التي تستقبلها وعن النشاطات التي تقوم بها، والجديد الذي تحمله لصائفة ,2008 وكان لنا ذلك من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع بن طرشة الطاهر مدير النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر. ------------------------------------------------------------------------ الحوار: بداية سيدي، هل لك أن تطلعنا عن واقع قطاع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائري ------------------------------------------------------------------------ - بن طرشة الطاهر: بكل تأكيد، فالحديث عن واقع المديرية ذو أهمية بالغة، ويستمد أهميته من المهام التي تقوم بها المصالح الخمسة المنطوية تحت لوائها، فكل مصلحة لها خدمتها وسمتها التضامنية الخاصة وهذا ما تتميز به مديرية الحماية الاجتماعية، التضامن المشترك والطفولة الحاملة لتسمية مديرية النشاط الاجتماعي. ------------------------------------------------------------------------ نفهم من كلامك أن مديرية النشاط الاجتماعي تلعب أدوارا تضامنية كثيرة، هل من الممكن أن تشرح لنا كيف ذلك؟ ------------------------------------------------------------------------ - كما قلت سابقا، كل مصلحة لها دورها الخاص من خلال التكفل بالفئات المعوزة والمعوقين الذين يواجهون ظروفا صعبة، وذلك عن طريق إدماجهم بالوسط الاجتماعي من خلال العثور عن عمل يلائم قدراتهم الجسدية، وكذا عن طريق التكفل بالعائلات المستفيدة من المصالحة الوطنية والتكفل أيضا بمدارس الأطفال الصم البكم. ------------------------------------------------------------------------ بعد حديثنا عن واقع قطاع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، ما هو البرنامج الصيفي المسطر من قبلكم؟ ------------------------------------------------------------------------ - ككل عام مديرية النشاط الاجتماعي تعد برنامجا صيفيا ثريا لفائدة أطفال المناطق الداخلية وبعض أطفال العاصمة، لاسيما الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وأطفال العائلات المعوزة وأطفال ضحايا الإرهاب والكوارث الطبيعية التي تتراوح أعمارهم مابين 08 إلى 14 سنة. ------------------------------------------------------------------------ إذاً البرنامج مقسم إلى جزئين؟ ------------------------------------------------------------------------ - بالفعل هو كذلك، حيث تم تقسيم البرنامج الصيفي لهذا الموسم من سنة 2008 إلى فرعين، فرع خاص باستقبال أطفال الجنوب والمناطق الداخلية والآخر خاص باستقبال أطفال ولاية الجزائر. ماهي أسباب تجزئة البرنامج؟ - والله، الأسباب واضحة، فالبرنامج ينبغي أن يتماشى ومتطلبات الأطفال، لذلك لا يمكن أن نعمم النشاطات على جميع أطفال المخيمات، فمثلا أطفال الجنوب مولعون بزيارة البحر نظرا لعدم وجوده في مناطقهم، وهذا ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، دون أن ننسى باقي النشاطات الترفيهية التربوية الهادفة، لأن هدفنا الأول تربية وتعليم الأطفال من خلال الممارسة والتصرف بتلقائية. ------------------------------------------------------------------------ بمناسبة حديثنا عن المخيمات الصيفية، كم يقدر عدد المراكز التي سيتم فتحها خلال هذه الصائفة؟ ------------------------------------------------------------------------ - هذه السنة سيتم فتح 04 مراكز لاستقبال أطفال الولايات الداخلية وأطفال العاصمة، بعدما كانت تفتح 03 مراكز فقط في الأعوام الفارطة. إذاً هذا مؤشر إيجابي جيد على نجاح المخيمات الصيفية؟ - بكل تأكيد، فالمخيمات الصيفية عمليات ناجحة بكل المقاييس. ------------------------------------------------------------------------ غير بعيد عن حديثنا هذا، هل يمكن أن تطلعنا على هذه المراكز؟ ------------------------------------------------------------------------ - سيتم فتح المراكز الثلاث ككل عام بكل من بلدية العاشور (مركز صغار المكفوفين) وببلدية المحمدية (مركز الصم البكم) وببلدية عين طاية بمنطقة الزرزورية (المركز البيداغوجي للأطفال المتخلفين ذهنيا)، أما المركز الجديد الذي سيتم فتحه لأول مرة فيتمثل في مدرسة صغار الصم البكم بشارع كريم بلقاسم ببلدية الجزائر الوسطى. ------------------------------------------------------------------------ على ذكرنا للمراكز، كم يقدر عدد أطفال بعض ولايات الجنوب الذين سيتم استقبالهم خلال موسم الاصطياف بهذه المراكز؟ ------------------------------------------------------------------------ - خلال هذه الصائفة سيتم استقبال 1400 طفل، من تسع ولايات داخلية هي البويرة، سطيف، قسنطينة، تبسة، برج بوعريرج، بسكرة، المدية، الجلفة، الأغواط، ونحن في انتظار وصول باقي الولايات الداخلية والجنوبية. ------------------------------------------------------------------------ متى ستفتح هذه المراكز، لاستقبال مصطافيها من الأطفال؟ ------------------------------------------------------------------------ - ستشرع هذه المخيمات في استقبال الأطفال في الفاتح من شهر جويلية الداخل وإلى غاية ال 30 من شهر أوت القادم. ------------------------------------------------------------------------ كم تقدر طاقة الاستيعاب لكل مركز؟ ------------------------------------------------------------------------ - في الحقيقة، قدرة الاستيعاب تختلف من مركز إلى آخر حسب حجم وإمكانيات المركز، وعلى العموم فهي تتراوح مابين 50 إلى 100 طفل، 20 بالمائة منهم أطفال ذوو احتياجات خاصة. ما دمتم تحرصون على استقبال الأطفال المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في مخيماتكم، هل لديكم الإمكانيات اللازمة لتوفير الجو الملائم لهؤلاء لاسيما وأنهم بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة بهم؟ - مما لا شك فيه أن هذه الشريحة من الأطفال بحاجة إلى رعاية خاصة، وهذا ما أخذته المديرية على عاتقها، حيث جهزت المراكز بأخصائيين نفسانيين وممرضين وبعض الأطباء، ومؤطرين حاملين لشهادات متخصصة في التكوين الترفيهي لرعاية الأطفال من قبل وزارة الشبيبة والرياضة، كما جهز المركز بمنشطين، إداريين، طباخين، كما سيتم تجهيز هذه المراكز بأغطية وأفرشة ووسائل النقل التضامني لنقل أطفال المخيمات إلى مناطق الترفيه والتسلية المقصودة كالبحار والغابات والآثار. ------------------------------------------------------------------------ كم يقضي الأطفال وسط هذه المخيمات الصيفية؟ ------------------------------------------------------------------------ - لكل طفل الحق في الاستفادة والاستمتاع بعطلته الصيفية وسط هذه المخيمات مدة 15 يوما. ------------------------------------------------------------------------ علمنا بوجود قسم خاص من البرنامج لفائدة أطفال العاصمة، وبالأخص أطفال البلديات النائية البعيدة عن البحر كبلدية الكاليتوس، أولاد الشبل، بئر توتة، فيما يتمثل هذا البرنامج؟ ------------------------------------------------------------------------ - في الحقيقة نشاطات هذا الجزء من البرنامج لا تختلف كثيرا عن نشاطات أطفال المناطق الداخلية، حيث أن نشاطات هؤلاء الأطفال العاصميين متعلقة بالمخطط الأزرق وفق اتفاقية مبرمة مابين مديرية النشاط الاجتماعي ورابطة نشاطات الهواء الطلق، ترفيه والتبادل بين الشباب. ------------------------------------------------------------------------ هل يمكن أن نتعرف على قيمة الغلاف المالي المرصود وفقا لهذه الاتفاقية للتكفل بأطفال ولاية الجزائر؟ ------------------------------------------------------------------------ - بالطبع، فالمبلغ المالي يقدر ب 100 مليون سنتيم، وكل طفل يستفيد من قيمة مالية تقدر ب 250 دج يوميا تتجسد من خلال استفادته من حقوق التغذية، التأمين، النقل والتأطير. ------------------------------------------------------------------------ على ذكر المؤطرين كم يقدر عددهم، وعدد أطفال العاصمة؟ ------------------------------------------------------------------------ - حرصا منا على تأطير جيد لأطفال العاصمة المقدرين ب 3600 طفل تم توفير 250 مؤطر. ------------------------------------------------------------------------ إذا تكلمنا عن الميزانية المالية التي تم رصدها وفق اتفاقية بين والي ولاية الجزائر ووزارة التضامن الوطني للتكفل بأطفال المخيمات الصيفية، هل يمكنك الكشف عنها؟ ------------------------------------------------------------------------ - في الحقيقة لحد الساعة أجهل كم تقدر بالتحديد، لكن من المتوقع أن تفوق 14 مليون دينار جزائري لزيادة عدد المراكز من جهة ولارتفاع القيمة المالية اليومية المخصصة لكل طفل من 250 دج إلى 450 دج من جهة أخرى. ------------------------------------------------------------------------ إذاً نفهم من حديثك، أن الغلاف المالي الذي تم رصده العام الفارط يقدر ب 13 مليون دينار؟ ------------------------------------------------------------------------ - بكل تأكيد. ------------------------------------------------------------------------ وهل كانت كافية للتكفل بهؤلاء الأطفال؟ ------------------------------------------------------------------------ - نعم كانت كافية بقدر الخدمات المقدمة. ------------------------------------------------------------------------ بمناسبة حديثنا عن المخيمات الصيفية، هل سجلتم تجاوزات وسطها؟ ------------------------------------------------------------------------ - لم نسجل أي تجاوزات لسبب بسيط هو التكوين الجيد الذي حظي به مدير النشاط الاجتماعي، الذي ظل يشتغل لسنوات عديدة في هذا الميدان. ------------------------------------------------------------------------ حتى وإن كانت حوادث بسيطة كسقوط الأطفال أثناء اللعب أو ما شابه؟ ------------------------------------------------------------------------ - هذه حوادث بسيطة وعادية تحدث لأي كان وفي أي مكان، وهي موجودة وسط المخيمات، أما الحوادث الخطيرة التي تقصدينها لم تحدث. ------------------------------------------------------------------------ وماذا عن التأمينات؟، هل كل أطفال المخيمات مؤمَّنيين؟ ------------------------------------------------------------------------ - نحن نسعى جاهدين إلى تأمين كافة الأطفال بغية تجنب وقوع المشاكل، وذلك من خلال مطالبة الولايات المشاركة في المخيمات الصيفية بتأمين أطفالها. وفي حالة مالم تستطع الولاية ذلك نقوم بتأمين الأطفال عن طريق الخصم من الميزانية المخصصة لهم.