سقط خلال العدوان المستمر من دولة شذاذ الآفاق الصهيونية على عزل غزة قرابة 700 شهيد، و3000 جريح إلى حد كتابة هذه الأسطر، واتهمت كثير من الأوساط السياسية والإعلامية دولة مصر، وحكام قاهرة المعز بالمساهمة في الجريمة من خلال تصميمهم على إغلاق معبر رفح، المعبر الوحيد بين القطاع ومصر، بينما انسحب لاعبان أساسيان آخران في المعركة من ساحتها وخفت صوتهما، أو هكذا خُيل إلينا، بخلاف ما أحدثه ذات الصوت ذات صيف من ذات عدوان على ذات دولة عربية اسمها لبنان على ذات حركة مقاومة عرفت باسم ''حزب الله'' .. كل هذا ذات سنة .2006 هذان اللاعبان الأساسيان في فريق دول الاعتدال العربي، أو هكذا وصفوا من قبل السوداء بنت الأسودين كوندي وأصحاب مبادرة السلام العربية والاستلام غير العربية على رأي فريق آخر، وهي تبشر بالشرق الأوسط الأكبر والكبير والجديد والفوضى الخلاقة .. هذان اللاعبان الأساسيان يحمل أحدهما الرقم 5 والآخر رقم ,10 والرقم 11 لقاهرة المعز، في فريق الاعتدال العربي لكرة القدم، والذي للأسف الشديد لا يملك حارسا للمرمى، ولا الظهيرين، ولا المدافعين، بالإضافة إلى إتقانه واحترافيته في اللعب على التماس وفقط. كما أن هذا الفريق لا يملك شارة معينة، ولا لباسا موحدا، غير أنهم كثيرا ما يدخلون المباريات والدورات الرياضية السياسية في الوقت الضائع للوقت بدل الضائع حفاة عراة غرلا، أقبالهم كأدبارهم في قمة الشفافية والديمقراطية... من قمة اعتدالهم، وقوة إيثارهم وسماحتهم الصوفية الأقرب إلى الهندوسية أنهم كثيرا ما يسجلون في مرماهم الأهداف العنقودية، الشحنة تلو الأخرى، وذلك فضل صنم الرخس يؤتيه من يشاء .. اللهم لا حسد. اللاعب رقم خمسة، يتخذ من الدين والمقدسات دينا وديدنا، فلقد اختار هذا الرقم في رمزية لحمايته أركان الإسلام الخمسة وأقدس حرمين تقام فيهما الصلوات الخمس، كان قد اعتبر ذات صيف حار من عام 2006 أسر مقاتلي حزب الله اللبناني لجنود صهاينة على الأراضي اللبنانية المحتلة، مغامرة غير محسوبة. أما اللاعب رقم عشرة، فقد كان بالأساس هو اللاعب رقم خمسة لولا بريطانيا وفلورانس العرب، التي جرته وجرت معه القبائل العربية لتمرد على الخلافة العثمانية أيام الحرب العالمية الأولى، واعدة إياهم بما وعدت به فرنسا الجزائريين ذات يوم من سنة 1945 قبيل أيام من الثامن ماي، فتحول هذا اللاعب بقدرة قادر إلى الوضعية رقم عشرة التي تحفظ له الخمسة وزيادة، أعلنها مدوية ذات صيف من 2006 أن فعلة مقاتلي حزب الله المشينة ضد الصهاينة اللطفاء المحتلين بأنها مغامرة محسوبة، مضيفا أنها ''أي المغامرة'' تدخل في إطار ما سماه آنذاك ب''الهلال الشيعي'' الذي يمكن له أن يحطم هلال رمضان ويتسبب في حرب بين الكواكب والنجوم، لولا بلاده التي تصدت له بمغامرة محسوبة لا تبعد عن الضفة الغربية والقدس إلا ببضعة أمتار. أعضاء هذا الفريق وللأسف كثيرا ما يعتقد أن فعل المقاومة ومشتقاته في تلك المنطقة العربية التي تضم ثلاثة حرم مقدسة، خدمة للهلال الشيعي، الأخطر في نظرهم من الهلالين الأمريكي والصهيوني، والحمد لله أن الفريق الرياضي لدول الاعتدال العربي لكرة القدم الحالي لم يكن موجودا في الفترة 1954-,1962 وإلا لكان ثورة الشعب الجزائري من خلال جيش وجبهة التحرير الوطنيين مغامرة غير محسوبة، ومساهمة في التمديد لهلال ما. المهم أن هذين اللاعيبن قد تركا زميلهما وحيدا وهو يراوغ ملايين البشر، مجددا رفضه من خلال تسجيل أهداف إضافية على مرماه، بحجة أن فتح معبر رفح لا بد أن يمر عبر حركة فتح وسلطة الاحتلال الصهيوني، والدم الفلسطيني ينزف، حتى ربما يكفي مقدار ما سفكه الصهاينة من أجساد قرابة 4000 شهيد وجريح خلال 12 يوما شعبا من مصاصي الدماء لأشهر، إذا قدرنا فقدان كل مصاب فلسطيني غزاوي لنصف لتر من الدماء، في رد ناصع على من يريدون تحويل أهداف معركة المقاومة من رد العدوان وتحرير الأرض إلى معركة معابر، حتى انساق الكثيرون وراء الفخ الذي أراد صرف الأنظار عما يجري على أرض المعركة إلى معبر رفح بغض النظر عن أهميته، ناسين أو متناسين أمجاد فريق الاعتدال العربي لكرة القدم. وشكرا وألف شكر على طريقة فرقة البحارة للقائمين على معبر رفح المصرين على غلقه، لأنهم بذلك لم ينافسوا معبر الشهداء، بل تركوه يعمل وحيدا دون مراقبين دوليين، ولا ضباط صهاينة، ولا حرس حدود، عليه ملائكة كرام بررة يستقبلون الشهداء ويرافقونهم عبر طريق سيار إلى جنة الخلد، وليمت أمثالنا بضراط أصحاب الأهلة، ونتانة عرق المهانة والذلة.