اخجل صراحة وأراه عيبا وعارا كبيرا عليا أن تكون حركتي الوحيدة وموقفي من الوضع الذي يعانيه أشقاؤنا في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، من إبادة جماعية ترتكبها الأيادي الصهيونية هو التعبير بالكتابة التي تخلينا فيها في هذا العصر حتى عن الورق والقلم واقتصر ذلك فقط على جهاز الكمبيوتر ولوحة الأزرار التي لا تكلفنا أي مجهود عضلي، كما تخلينا أيضا عن ضوء الشموع تلك الشموع التي وان نسيناها لازال إخواننا في غزة في أمس الحاجة إليها. في ظل الحصار الذي يضربه الكيان الصهيوني الغاصب بل وزاد، فبعد الحصار والتجويع الذي لم يجدي نفعا، في إذلال شعبنا الفلسطيني بصموده الأسطوري الذي أبهر العدو المحتل بل واستفزه حتى جعله يقوم بغارات إبادة في حق العزل في غزة، غارات لم يفرق فيها بين الأخضر واليابس، ولست هنا لوصف ما وقع في حق أشقائنا في غزة فالعالم بأسره شاهد وتابع ساكنا أحداث المجزرة الرهيبة، لحظة بلحظة لكن المخجل والمؤسف هو ذلك الصمت المعهود الذي دخلت فيه بعض الأنظمة العربية، فلا زعيم كما يزعم اخذ بزمام المبادرة وخرج على شاشات فضائيات العهر التي تعج بها الأقطار العربية وأثلج قلوبنا بتصريح ساخن وموقف شجاع ولو إلى حين، غير تلك التصريحات الإعلامية التي تمر من تحت الطاولة كأوراق يانصيب القمار والتي فادها أن ذاك الزعيم هاتف زعيم أخر وتباحث معه حول إمكانية عقد قمة عربية طارئة، ودعوني اسميها اللقمة الصائغة لان هذه القمم هي التي كشفت عن عوراتنا صراحة وأذلتنا وباعت شرفنا بأبخس الأثمان. اليوم وعبر وسائل الإعلام وبعد أن سمعنا ليلة ذبح غزة تلك التنديدات الشديدة والمشاورات الهاتفية التي دارت بين زعمائنا من غرف النوم، كان مصيرها مصير كلام الليل المعسول مافتئت وتبددت مع بزوغ الفجر . وأقولها صراحة أنا ضد كل تلك الاحتجاجات الشعبية أو المظاهرات لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع بل هي أداة امتصاص للغضب لا أكثر ولا اقل. هذا ما يحدث جراء كل نكسة نتلقاها على أيدي الصهاينة وعملائهم قد يعتقد البعض أني اكتب مقالي هذا في لحظة غضب لكن أقول لهم ليس في لحظة غضب بل من حياة غضب طارئة نعيشها ،لم نخلق لنحياها لولا المطرقة التي جعلتنا مسامير نخترق أجساد بعضنا بعض ، لذلك ما أريد أن أقوله بخجل لأشقائنا بل لشهدائنا في غزة ما قاله المسمار للخشبة اعذرني فأنت قد لا تدري من يضرب على رأسي في إشارة إلى المطرقة ،التي نسال الله أن تنكسر قبضتها يوما وتنكسر تلك القيود لنحيا حياة كريمة لا حياة القمم التي تعقب حمم الدماء، إن ما جرى ويجري في غزة من قتل هو مسؤولية كل الأنظمة العربية بما فيها السلطة الفلسطينية وكل الحركات السياسية في فلسطين وارى أنه يجب ترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بنفسه فهو أجدر بذلك،كما أرى ويرى الشعب العربي أن تقينا حكوماتنا شر هذه القمم التي ستذهب بأصحابها إلى قمامة التاريخ لا محالة ..