أعلن المخرج الجزائري بلقاسم حجاج رئيس جمعية المخرجين المحترفين الجزائريين، أن هيئته تعتزم تنظيم ثلاثة أسابيع تكوينية لفائدة كتاب السيناريو في الجزائر، يؤطرهم مختصون في الميدان منهم محفوظ عبد الرحمان من مصر ومرسال بوليو من كندا لتلقينهم أصول الصياغة المثلى لكتابة السيناريو، بدءا من طرح الفكرة التي يتمحور حولها السيناريو، وتبيان كيفية تناولها وتطويرها وصولا إلى تقنية الكتابة الصحيحة للسيناريو الذي يعتبر حسبه المادة الأساسية والخامة التي تصنع أحداث الفليم . وأوضح حجاج في تصريحه للصحافة في اليوم الدراسي و الفكري الذي نظمته جمعيته أول أمس بديوان رياض الفتح، أن الجزائر تعاني منذ 30 سنة ركودا فظيعا وتعيش حالة فوضى في كتابة السيناريو، نظرا للسماح لكل من هب ودب من تنصيب نفسه ككاتب سيناريو، مما أدى إلى ركود و جمود هذه التقنية عندنا وساهم في تعطيل صناعة الأفلام في الجزائر. ودعا حجاج بالمناسبة إلى ضرورة إعادة الهيكلة لمفهوم كتابة السيناريو، وضبط قواعده وإعطاء الأهمية لهذا المصطلح قبل الإنطلاق في عملية إنتاج أي عمل سينمائي أو تلفزيوني. ويهدف هذا اللقاء الذي تمحور حول ''السيناريو ومهنة السينارست''، حسبه، إلى وضع كتاب هذه المادة في سياقهم الصحيح قصد الوصول الى الإحترافية، وضبطها مهنيا. ومن جهته أوضح مارسال بوليو أستاذ سيناريو من كندا، أن كتابة السيناريو لها خصوصية وتقنية دقيقة، في تحليل الفكرة وبلورتها، لأن السيناريو عبارة عن مشروع قائم بحد ذاته إلا أنه يحتاج إلى عمل جاد و شاق عكس ما يعتقده الكثير، وأضاف بوليو أن كتابة السيناريو تقوم على مزيج بين الخيال والإبداع مركزا على ضرورة إلمام السينارست بكل الفنون الإبداعية، وأن تكون له اهتمامات في مختلف العلوم مثل علم النفس حتى يستطيع تحريك شخوص وأحداث الفيلم، وألح في كلمته على وجوب إعطاء فرص لكتاب جدد، وتوفير الجو الملائم لهم حتى نحدث نوعا من الإستمرارية في كتابة السيناريو و التواصل في المستقبل. وفي سياق مماثل ذكر أحمد بجاوي ممثل عن وزارة الثقافة باتفاقية الإنتاج المشترك التي وقعتها الجزائر مع فرنسا مباشرة بعد الإستقلال، والتي أثمرت كتاب سيناريو لابأس بهم، إلا أن ذلك كما قال غير كاف، والحاجة اليوم باتت أكيدة إلى تكوين و رسكلة جديدة و متواصلة في هذا الميدان. كما تطرق المشاركون في هذه الدورة إلى عدة محاور، كخصوصية كتابة السيناريو، والعلاقة الموجودة بين كتابة السيناريو الموجه لإنتاج الأفلام التلفزيونية والسينمائية، وكذا تقييم أطر ووضعية كتابة السيناريو في الجزائر.