نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين سودانيين قولهم إن القادة المدنيين يفضّلون الانتظار للتطبيع مع إسرائيل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، بينما يؤكد القادة العسكريون ضرورة التعجيل بالتطبيع. وذكر المسؤولون -الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بإطلاع وسائل الإعلام- أن القادة العسكريين يسعون للتوصل إلى اتفاق سريع بين الولاياتالمتحدة والسودان، بما يشمل التطبيع مع إسرائيل مقابل حزمة مساعدات. وقال المسؤولون إن الجيش يخشى من إمكانية سحب الحوافز المعروضة الآن بعد الانتخابات الأميركية، لكن إحدى نقاط الخلاف مع الأميركيين تتمثل في حجم المساعدات المستقبلية للسودان. وتعليقا على الاجتماع الذي انتهى في أبو ظبي بين مسؤولين سودانيين وأميركيين وإماراتيين الشهر الماضي، قال مسؤول سوداني شارك فيه إنه تم عرض أقل من مليار دولار نقدا، ستدفعه الإمارات في الغالب. وكان الفريق السوداني قد طلب 3 مليارات دولار للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد السوداني. وتشير وكالة أسوشيتد برس إلى أن تصريحات القادة العسكريين في السودان باتت أكثر صراحة في دعم التطبيع مع إسرائيل، كجزء من صفقة سريعة مع واشنطن قبل الانتخابات الأميركية. ونقلت عن الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس السيادي، قوله لمحطة تلفزيونية محلية الجمعة "الآن، سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن إزالة (السودان من قائمة الإرهاب) مرتبطة ب(التطبيع) مع إسرائيل". وقال حميدتي "نحن بحاجة لإسرائيل... إسرائيل دولة متقدمة والعالم بأسره يعمل معها"، وأضاف "سنستفيد من مثل هذه العلاقات... نأمل أن ينظر الجميع إلى مصالح السودان". وتعلّق الوكالة على ذلك بالقول إنه لم يكن من الممكن التفكير في مثل هذه التصريحات حتى وقت قريب، في بلد لا يزال فيه العداء الشعبي لإسرائيل قويا. في المقابل، قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك -المسؤول المدني الأكبر في الائتلاف الحاكم بالسودان- إن الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض لاتخاذ قرار بشأن قضايا في السياسة الخارجية بهذا الحجم. وحثّ حمدوك -خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للخرطوم الشهر الماضي- على المضي قدما في إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وعدم ربطه بالاعتراف بإسرائيل. وقال للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع "الأمر يحتاج إلى مناقشة عميقة داخل مجتمعنا". وخلال الأيام الماضية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية إن الخرطوم وافقت على التطبيع مع تل أبيب حال شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وحصولها على مساعدات من واشنطن. وسبق للسودان أن اتفق مع وزارة الخارجية الأميركية نظريا على صفقة تعويضات لضحايا تفجيرات عام 1998 بالسفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، والتي دبرتها شبكة القاعدة أثناء إقامة زعيمها الراحل أسامة بن لادن في السودان. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017 عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997. لكنها لم ترفع اسمه من قائمة الإرهاب المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.