تعد بلادنا من البلدان السائرة نحو التطور وعدة مشاريع ظهرت في الاونة الاخيرة بعد ان عرفت تاخرا في تجسيدها بسبب الماساة الوطنية الا ان عزم رجالاتها وحب التقدم نحو الافظل ارتات بلادنا ان تستثمر في ميدان التعمير و التشييد ومنها مليون سكن في اطار الحد من ازمة السكن المدينة الجديدة ببوغزول المشروع الكبير الذي له شان مستقبلي ايكولوجيا و التكنولوجيا الحديثة وهذا لم تمنع بلادنا من الاستثمار الاجنبي حيث تم انجاز الطريق سيار شرق غرب بفظل شركات اجنبية وشركات جزائرية التي احتكت بها وكسبت خبرات واسعة في شتى الميادين الا ان الواقع المعيشي في بعض الولايات وخصوصا البلديات و الدوائر لم يكن لها حصة الاسد من ضمن هذه المشاريع و صور هذه البلديات معبرة في مثل دائرة الشهبونية. دائرة الشهبونية دائرة الشهبونية هي احدى دوائر ولاية المدية و التي تبعد عنها بحوالي 100 كلم جنوبا تحدها ولاية الجلفة و ولاية تيسمسيلت و تظم بلديات : الشهبونية بواعيش و بوغزول و تتربع على مساحة 514.551 كلم مربع بتعداد سكاني حسب احصاء 2008 يقدر ب39.429 نسمة خصصت لها حصص من البرنامج الخماسي 2010 / 2014 حيث استفادت البلدية من السكن الاجتماعي الايجاري 370 وحدة كما استفادت من 200 وحدة للسكن الريفي اي بمجموع 570 مسكن و قد كان الشطر الاول في سنة 2010 و هذا في ايطار برنامج القضاء على السكن الهش. البلدية و المواطن هذه الارقام لم تجدي نفعا على سكان بلدية الشهبونية و تبقى ازمة السكن تتصدر انشغاله بسبب النزوح الذي كان ابان الماساة الوطنية لا سيما ذلك بل بدات بعض العائلات من دوائر اخرى تزحف نحو بلدية الشهبونية وحتى من ولايات اخرى هذا ماجعل احصاء المواطنين يزداد يوما بعد يوم مما اثقل كاهل البلدية كون الملفات تزداد عددا و حصص السكنات تنقص مقابل ذلك وتبقى ازمة السكن تتزايد دون فك مشكلة السكان الحقيقيين. الجفاف مشكل آخر وما زاد انشغال مواطن الشهبونية من انشغالاته هو الماء و حسب ما استقته " الاتحاد " من السكان ان مشكل الماء يتصدر الدرجة الاولى حيث ماء الشروب الذي يشربونه هو ماء عكر لونه يميل الى السواد مما يلزم عليهم شراءه بثمن باهض يصل ثمنه الى 2400 دج للصهريج زد على ذلك ثمن التنقل الذي يجلبونه من بلدية سيدي العجال ولاية الجلفة علما ان منطقة الشهبونية معروفة بانها منطقة لها مياه جوفية و صالحة للشرب و هذا حسب تصريح بعض رجال سكان المنطقة ناهيك عن منقب ماء نقب في السبعينات ببلدية الخميس التابعة لولاية الجلفة و كان مشروعا لتزويد بلدية الشهبونية و بلدية البواعيش للاسف لم يكتمل بعد رحيل الرئيس هواري بومدين الى حد الان كما ان هناك منقب اخر بالقرية الفلاحية "البلبالة" التي توجد باقصى جنوب ولاية المدية و لا تبعد عن ولاية تيسمسيلت الا ب 40 كلم وهو مستغل فقط لبلدية البواعيش الا انه يستطيع تزويد بلدية الشهبونية و بلدية بوغزول. المداشر و الحياة البدائية صرف المياه منعدمة تماما الطرق هشة حتى التي تؤدي الى المداشرهي كذلك غير مهيئة و السكان يعانون ايام الشتاء و صعوبة لاطفالهم عند تنقلهم الى المدرسة ضف الى ذلك الحياة المزرية بحكم المنطقة رعوية و فلاحية و عن تصريح احد الفلاحين ل"الاتحاد" يستطعون انتاج الحبوب لو السلطات تمنحهم الات فلاحية كالجرارات و كل ما يتماشى مع الفلاحة و خاصة الرش المحوري بحكم الاراضي المسطحة و الغير الوعرة تمكنهم من الانتاج الوفير و جعل مساحات خضراء لماشيتهم بدون اللجوء الى شراء العلف اما الامن الهاجس الذي يقلق سكان المداشر حيث يتعرضون الى سرقة مواشيهم كما كان الحال لاحد المربين اين سرقت مواشيه واصبح بين عشية و ضحاها بدونها و رغم شكاويه المتتالية لم ترجع مواشيه الى يومنا هذا و عند زيارة الاتحاد الى موقع المداشر فعلا يعيشون ضروف مزرية حتى بعض منهم لم يرون النور كالكهرباء او حتى شيئا من الحياة العصرية. القطب الحضري بين الماضي و الحاضر مشروع القطب الحضري عند مدخل بلدية الشهبونية انتهت به الاشغال منذ حوالي سنتين ولم توزع منه الا حصة قليلة و الباقي ينتظر التوزيع و رغم تداول رؤساء البلدية الا ان مشكل تدعيم السكن الريفي يبقى مطروحا الى حد الساعة القطب الذي انشات فيه هياكل جد متطورة الا انها وللاسف الشديد هي معرضة للتلف و الفساد و الى لجوء المنحرفين اليها المصحة العمومية جهزت باجود الاجهزة خاصة منها مصلحة التوليد كون ان المنطقة عرفت الكثير من الضحايا بسبب عدم وجود اخصائيين في هذا المجال و كانت اخر ضحية منذ اسبوعين عندما نقلت امراة لمصلحة التوليد بمستشفى قصر البخاري الذي يبعد عن الشهبونية بحوالي 60 كلم في سيارة اسعاف يرثى لها اين توفيت اثناء الطريق و يبقى مشكل التوليد قائما و لم يوجد له حل ناهيك للسعات العقارب ايام فصل الصيف التي تكثر فيه الحشرات السامة و لا حياة لمن تنادي دار الشباب شبه متوقفة لعدم التاطير ساحات جرداء لا اشجار و لا مساحات خضراء و الشباب تائه لا حتى له معرفة حول الانتارنت فهو يجهل تماما معنى الانتارنت ينظر مواطن الشهبونية الى هذا القطب الحضري و كانه عالم اخر و لا يعرف عنه شيء و بالمعنى الصحيح يجهله. بلدية أرقى من الدائرة تحدث ل"الاتحاد" احد المواطنين قائلا "من المفروض ان الدائرة هي بلدية بوغزول وليس الشهبونية عندما ننظر الى المرافق الموجودة مثل الجزائرية للمياه حيث ينبغي علينا الانتقال الى بلدية بوغزول او قصر البخاري وحتى ان بعض الاحيان الانتقال الى عاصمة الولاية التي تبعد ب150 كلم ضف الى الضمان الاجتماعي كذلك ببلدية بوغزول و على سؤاله الى "الاتحاد" اي حق في هذه المرافق الدائرة ام البلدية امرا يحير و يجعلنا نقول اننا لسنا في جغرافية الجزائر و كاننا نعيش على كوكب اخر" كل هذا و رغم الشكاوي المتعددة و المتكررة الى السلطات المحلية و الولائية السكان يعانون الامَر و كل تعلقهم بامال و حلم يراودهم صباحا مساءا على ان تعطى لهذه البلدية الاهتمام الاكبر في زيادة المشاريع من بينها الماء وتهيئة الطرق المهترة كونها على الطريق الوطني رقم 40 الذي يربط الغرب بالشرق الجزائري و فتح افاق شباب الشهبونية الذي هو في ظلام دامس و تبقى دائرة الشهبونية من دوائر الجزائر الشبه المنسية رغم تداول الاميار لهذه البلدية و لا حياة لمن تنادي.