مختصون يحذرون:اختلال التوازن الغذائي والرياضي يؤدي إلى زيادة الوزن أضحى داء السمنة في الآونة الأخيرة مشكلا عويصا بات يؤرق يوميات العديد من الفتيات خاصة المقبلات منهن على الزواج،فهاجس إنقاص الوزن دفع بهن إلى البحث بشتى الطرق عن حل لاسترجاع رشاقتهن التي أصبحت مطلب العصر، و كيفية التخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي تؤثر سلبا على صحتهن ونفسيتهن بشكل كبير مع حلول موسم الأعراس أكثر من أي وقت آخر . انتشرت السمنة أو "البدانة" بكل أشكالها و مشاكلها في المجتمع الجزائري،و تنوعت أسماءها بين بوابة الأمراض و داء العصر و تفاقمت أضرارها ناهيك عن المظهر الخارجي غير اللائق الذي تحول إلى هوس عند الكثير من الجزائريات،هوس توقفت عنده "الاتحاد" و قامت باستطلاع آراء بعض النساء اللاتي سببت لهن السمنة مشاكل عويصة فمنهن من حبستهن بين الجدران التقت بهن في شارع العاصمة و استفسرت مختصين في التغذية لتجنب الأغذية المسببة في تفاقم الداء. السمنة..حبستهن بين الجدران اختلفت أعمار النساء اللاتي التقت بهن "الاتحاد" في شارع "ديدوش مراد"،و لكن رحلة البحث عن الرشاقة و كيفية إتباع إنقاص الوزن الزائد كان قاسما مشتركا بينهن،حيث أجمعت معظمهن على أن مشكل البدانة سببت لهن الكثير و الكثير من المعاناة،فمنهن من حرمتها عن الدراسة و هناك من منعتها عن الزواج و أخرى حبستها بين جدران البيت خوفا من كلمات الشارع الجارحة،ومن بين هؤلاء "ياسمين" من بئر خادم التي عانت الويلات من السمنة، جسمها العريض و قامتها الطويلة يوحيان بأنها في العقد الثالث من العمر إلا أنها لا تتجاوز العشرين،أكدت في حوار مع "الاتحاد" أن داء العصر حرمها من جميع الأشياء التي تحبها أولها الدراسة التي تخلت عنها في وقت كانت تتعرض لمضايقات في الشارع و حتى من قبل زملائها،فكثرة تعليقاتهم على جسمها البدين كان يسبب لها حرجا كبيرا،ما دفعها بارتداء ملابس عريضة لا تلائم ذوقها و لا تناسبها كفتاة في مقتبل العمر ترغب في ارتداء ماركات و إتباع الموضة،و تضيف أنها أصبحت تمتنع عن شراء الملابس بنفسها تجنبا من استهزاءات أصحاب محلات بيع الملابس النسائية عندما تخبره بمقياس ألبستها الكبيرة مقارنة بصغر سنها . السّمنة سبب العداوة بين حواء و المرآة "صرت لا أحبذ التطلع في المرآة.."،" عملت كل ما بوسعي ليصبح جسمي كباقي الفتيات و لكن..."،كريمة من بين الجزائريات اللاتي جعلتهم السمنة لا يحتملون صورة أجسامهم التي سرقتهم السمنة رشاقتها و استطاعت أن تبقى أيام بدون النظر إلى المرآة في الوقت الذي لا تستطيع حواء الامتناع عن النظر فيها ليوم واحد،و تقول "كريمة" في حوارها مع جريدة "الاتحاد" أنها بذلت كل ما بوسعها لكي تتخلص من الوزن الزائد و حرمت نفسها مدة من الزمن من تناول السكريات و المشروبات الغازية و كل ما قيل لها أنه يسبب في السمنة:"لم تنفعني لا "تيزانة" و لا الصيام عن الطعام "،بل فشلت في كل الطرق التي توصلها للحصول على جسم رشيق وأضافت "كريمة" أنها تناولت الكثير من أدوية الطب البديل أعشاب لمحاولة تخفيض وزنها لكن دون جدوى. البدانة تقف عائقا أمام العروس ومن بين الباحثات عن الرشاقة الدائمة التقينا في إحدى محلات بيع الملابس النسائية بباب الواد بالعاصمة ،"غانية" هي مقبلة على الزواج و لا يفصلنا عن يوم عرسها إلا أسابيع قليلة و لكنها لم تكمل بعد جهازها لوجود صعوبة في إيجاد مقاييس تناسبها،حيث أكدت أن الرشاقة والجسم القويم يعتبران من العوامل المساعدة على إيجاد فساتين مناسبة و أكثر أناقة للعروس، و تضيف:" ما دفعني إلى البحث عن حل لزيادة الوزن التي أعاني منها حيث قمت بتناول بعض الأدوية الطبية التي تساعد على تخفيض الوزن و طلب منها تناول قرص منها قبل الأكل بنصف ساعة وهو ما يساعد حسبها على سد الشهية و يجعل الشخص اقل رغبة في تناول الأكل ويستمر فقدان الشهية في هذه الحالة إلى غاية وقت متأخر من المساء. و من الجنس الخشن من يرغب بالبدينات و لمعرفة آراء الرجال في موضوع مشكل السمنة عند النساء ،تفاجئنا بالبعض منهم الذين فضلوا المرأة البدينة لا النحيفةّ،هذا ما أكده كل من "سمير" و "أيمن" و "يعقوب " الذين التقت بهم جريدة "الاتحاد" في شارع حسيبة،فهم يفضلون الارتباط مستقبلا بنساء يتمتعن بأجسام عريضة و لا يجدون في السمنة مشكلة عويصة ،حيث علق "أيمن" ضاحكا:( نتزوج مع امرأة أو نص ماشي مع شمعة..."و ذكرنا بالمثل الشعبي "خذ امرأة اونص باش كي روح النص تبقى المرأة" ،أما "سمير" فيقول أنه يستغرب كيف أن المرأة السمينة تبحث عن طرق النحافة و زوجها يحبها سمينة..."،كذلك يعقوب لا يرى حرج في المرأة السمينة إذ لم تكن مصطحبة بمرض السكري و ما شابه. الاختلال في التوازن الغذائي و الرياضي يؤدي إلى زيادة الوزن أكد ""كريم مسوس " استشاري في علم التغذية في اتصال مع «الاتحاد» أن عادات في نظامنا اليومي تلعب دوراً سلبياً في انتشار السمنة لدى المرأة،و قدم نصائح مهمة تستطيع من خلالها تغير العادات الغذائية التي تشكل العامل الرئيسي في حدوث السمنة، وأشار إلى أن ابرز هذه العوامل هي: تناول كميات زائدة من الأطعمة وقلة الحركة عند المرأة وخاصة ربات البيوت وكثرة المناسبات الاجتماعية والحفلات الأسرية وتميز الأطعمة بكثرة الدسم واستخدام معظم الأسر الكثير من الزيوت والدهون المشبعة وقلة الوعي بالغذاء الصحي ومكوناته، كما أن الحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً في كيفية اختيار الطعام والكميات المتناولة وخاصة عند النساء فهن يلجأن للطعام كمنفّس لحالتهن النفسية أو لمواقف معينة يمرن بها، وغالباً ما ينتج عن ذلك استهلاك كميات من الأطعمة الحلوة والدسمة كالشوكولاطه ومن هنا تحدث السمنة. إما الحميات الشائعة فإنها كالموضة التي تتغير من يوم لأخر هدفها مادي بحت وغير صحي وهي غير فعالة على المدى البعيد، ويهدف كثير من الشركات المنتجة للكسب التجاري وما تنتجه والترويج له لا يخدم مصلحة مرضى السمنة، وأكد "مسوس"على دور وسائل الإعلام في التوعية، وضرورة العمل على إتباع الأنظمة الغذائية الصحية بشكل متواصل والتقليل من الجلوس لمشاهدة التلفزيون واستخدام الكومبيوتر، والتخلص من الأكل بين الوجبات، والتخفيف من أكل الدهنيات والحلويات. وأوضح ذات الأخصائي إلى أن التخلص من زيادة الدهون في مناطق الأرداف، يتطلب التركيز على الرياضة ورياضة المشي بالتحديد أو استخدام العجلة أو جهاز السير الكهربائي،فالرياضة يقول أنها تلعب دوراً مهماً في تخفيف الوزن والمساعدة على الرشاقة واللياقة والوزن الصحي، كما أنها تحد من زيادة الوزن في المستقبل، إضافة إلى أن الرياضة تساعد على حرق الدهون، وخفض ارتفاع ضغط الدم و الكولسترول وزيادة كثافة العضلات،و يرى الأخصائي أن الغذاء والنشاط الرياضي هما وجهان لعملة واحدة وأي اختلال في توازنهما يؤدي إلى زيادة في الوزن، فالإقلال من النشاط يؤثر في زيادة الوزن كما هو الحال عند زيادة الغذاء.